هل بإمكان هذه القوى معالجة القضايا الطارئة كأزمة النفايات مثلا وهي حتى الآن لم تستطع إيجاد حلول للقضايا المزمنة منذ عام ١٩٩٢ ؟!
 

 

دخل لبنان على كافة المستويات الأجواء الإنتخابية بشكل قوي وفعّال بعد أن أعلنت معظم القوى السياسية في لبنان عن أسماء مرشحيها المعتمدين في الإنتخابات النيابية المقرر عقدها في ٦ أيار ٢٠١٨.

وترافق إعلان أسماء المرشحين مع تدشين البرامج الإنتخابية للقوى السياسية خصوصا تلك المتمثلة في الحكومة ومجلس النواب الحالي أو ما تعرف بقوى السلطة .

فإنتشرت اليافطات والبانويات على الطرقات ، كذلك الصور والجداريات والفيديوهات التوضيحية عبر وسائل التواصل الإجتماعي للتعبير عن هذه البرامج ولجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين خصوصا أنه في ظل القانون النسبي أصبح صوت الناخب مهم جدا وهو يستطيع أن يُقصي أي مرشح.

إقرأ أيضا : تحالف الحريري - جنبلاط ثابت في مختلف الدوائر اللبنانية

وفي جولة سريعة على أبرز البرامج الإنتخابية ، نرى أن حركة أمل إعتمدت شعارا إنتخابيا مركزيا هو " لبنان الأمل " فيما تبنى حزب الله شعار " نبني ونحمي " أما حزب الكتائب فإعتمد شعار " نبض التغيير " وإعتمد التيار الوطني الحر شعار " مكملين مع التيار القوي " ، فيما رفع تيار المستقبل شعار " نحنا الخرزة الزرقا يلي بتحمي لبنان "، وغيرها من البرامج الإنتخابية .

وقدم كل برنامج إنتخابي لهذه الأحزاب رؤيته السياسية والإجتماعية والإقتصادية للبلد وتطرق للقضايا الطارئة والمستجدة على الساحة اللبنانية بعد آخر إنتخابات  نيابية شهدها لبنان في ٢٠٠٩.

وإمتازت هذه البرامج والشعارات بالعرض الجميل والتصميم الجذاب ولا شك أنه " متعوب " عليها ماديا ومعنويا ولحظ مخاطبة الجانب النفسي للناخب للتأثير عليه وعلى خياراته.

إقرأ أيضا : تحالفات بعبدا صدى لتحالفات الشوف - عاليه... حزب الله والتيار أمام تحديات صعبة

لكن الحقيقة الفاضحة في الموضوع أن معظم القضايا المطروحة في هذه البرامج بإستثناء القضايا الطارئة ، هي نفسها التي طرحتها هذه الأحزاب في الإنتخابات الماضية والتي سبقتها ، بل هي نفس الشعارات التي نسمعها منذ العام ١٩٩٢ حتى الآن ، ولم تستطع هذه القوى السياسية من تحقيق أي تقدم في أي قضية منها ، بل على العكس الأمور تتجه إلى الأسوأ.

فأزمة الكهرباء مستمرة والمحاصصة تأكل إدارات الدولة والواسطة شغّالة ، ولم نتخلص بعد من الطائفية السياسية ولا من عبء الدين العام ، والتلوث على أنواعه مستمر بكثافة ، ما يطرح علامات إستفهام حول مصداقية هذه الشعارات ومن يرفعها.

والمواطن اللبناني يسأل ، هل بإمكان هذه القوى معالجة القضايا الطارئة كأزمة النفايات مثلا وهي حتى الآن لم تستطع إيجاد حلول للقضايا المزمنة منذ عام ١٩٩٢ ؟!

لا شك أن هذه القوى السياسية وغيرها  تفضح نفسها من خلال تقديم هذه البرامج الإنتخابية ، وهي بطريقة غير مباشرة تحاول إستغباء اللبنانيين من خلال إعادة طباعة نفس البرامج والوعود مع بعض التعديلات الطفيفة لرفع الحرج .

وتبقى المسؤولية على عاتق المواطن اللبناني ، لكي يختار ويجرب البديل عن هذه القوى في مختلف المناطق ولو لمرة واحدة عله يكسب الرهان ، بعد أن جرب هذه القوى لمرات عديدة وألحقت به خسارة نكراء وجعلته يعيش في إهانة يومية .