رفع تيار المستقبل "الخرزة الزرقاء" شعاراً لحملته الانتخابية. كل صوت في صناديق الاقتراع، سيكون "خرزة زرقاء" لحماية البلد، سيادته، المساواة فيه. خرزة المستقبل الزرقاء، هي التي تحمي لبنان. أراد الحريري من هذا الشعار، تثبيت نظرته في التسوية الرئاسية، التي مثّلت حفاظاً على الاستقرار، وإطلاقاً لعمل المؤسسات. حظي الشعار على بعض التهكّم، من قبل حاضرين في الاحتفال. همس ساسة في ما بينهم، بأن الرئيس الحريري انتقل بنا من العمل السياسي، إلى العمل بالتنجيم، وبالرهان على الماورائيات. لكن هذا الشعار، حظي بفيلم دعائي لبضع ثوان، توضح حاجة الناس إليها، لحمايتهم.

غير هذا الشعار، الذي مثّل تجديداً في طروحات المستقبل، إلى جانب التجديد في إدارة المهرجانات، كان الجديد الذي أفصح عنه الحريري، يتعلق بالترشيحات، والتي كان بعضها مفاجئاً، لا سيما في ترشيح منسق تيار المستقبل في عرسال بكر الحجيري عن أحد المقاعد السنّية في بعلبك- الهرمل. فيما لم يرشّح الحريري أي شخصية مستقبلية عن دائرة الجنوب الثالثة، أي النبطية- مرجعيون- حاصبيا- بنت جبيل. وقد يترك ذلك لمرشح غير ملتزم، يتحالف مع اللائحة التي ستواجه حزب الله. 38 مرشحاً، بينهم أربع نساء. ينتظرون بلورة التحالفات لتشكيل اللوائح التي سيخوضونها من خلالها الانتخابات النيابية.

شكر الحريري النواب الذين لم يرشّحهم للانتخابات المقبلة. وجه تحية خاصة إلى الرئيس فؤاد السنيورة الذي أعطى نموذجاً باهراً لرجل الدولة. وساوى الحريري نفسه بكل المرشحين، واعتبر أن كل صوت يمنح لمرشحي التيار، هو صوت له شخصياً، وصوت لمشروع المستقبل ورفيق الحريري، والثوابت التي يمثلها تياره. بالتالي، كل صوت للائحة المستقبل، سيكون صوتاً للخرزة التي تحمي لبنان، وصوتاً لرفيق الحريري. توجه إلى جمهوره بالقول: "من يحب سعد، عليه التصويت لمرشحي المستقبل في كل الدوائر، ويجعل صوته الخرزة الزرقاء التي تحمي لبنان".

في الشعار السياسي الانتخابي، لم يطرح المستقبل مقاربة سياسية جديدة. هي شعارات قديمة، ومستهلكة، من الحفاظ على اتفاق الطائف، والعيش المشترك. العبور إلى دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية، إلى مكافحة الفساد وتعزيز دور الشباب، وإلغاء الطائفية السياسية، وصولاً إلى رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية، والتزام القرارات الدولية. استعاد المستقبل شعار التضامن مع سوريا، ولكن هذه المرّة، عبر دعم خيارات الشعب السوري، بدون ذكر اسقاط النظام، بل ما يقرره هذا الشعب، مقابل التراجع إلى وصف ما يجري في سوريا بـ"الانتفاضة" بدلاً من "ثورة".

وقد برز الوجوم على وجوه كثيرين. إنتقادات كثيرة طالتها ترشحيات المستقبل، منهم من انتقد الحريري نفسه، ومنهم من وجّه إنتقادات إلى المحيطين به على خيارات الترشيح، وخصوصاً أن الأزمة توسّعت بعض الشيء بعد خيار الحريري في استبعاد النائب كاظم الخير في المنية، لمصلحة عثمان علم الدين. ما أدى إلى تقديم استقالات شبه جماعية. كثر من كوادر المستقبل كانوا ينتظرون ترشيحاتهم، في الشمال والبقاع خصوصاً. لكن حسابات حقولهم لم تتطابق مع حسابات البيدر المستقبلي. ثمة من يشير إلى أن إنعكاس الاستبعادات سيتوسع وسيؤثر سلباً على بعض التحالفات أو النتائج.

لم تبق الانتقادات صامتة، خاصة، إثر تبنّي الحريري ترشيح كل من القرعاوي في البقاع الغربي، ووليد البعريني في عكار، وعلم الدين في المنية. ويشير مستقبليون إلى أن القرارات الخاطئة والمتسرّعة، ستؤدي إلى مراكمة الخسائر، خصوصاً في موضوع التخلي عن ترشيح الخير، والذي لم يُبلّغ بهذا القرار، بل كان يستعد لإطلاق ماكينته الانتخابية بناء على طلب المستقبل، لكن مجموعة انقلابية أقنعت الحريري أو المحيطين به، بأن خيار التحالف مع علم الدين، سيكون أفضل، فحصل التخلّي عن الخير بين ليلة وضحاها، ولم يتبلّغ بالأمر إلا بعد إعلان علم الدين تحالفه مع المستقبل من بيت الوسط.

يذهب الاعتراض المستقبلي إلى ما هو أبعد من ذلك، فبعض الترشحيات، تمثّل تراجعاً عن الخيارات السابقة للمستقبل، لا سيما أن معركة 2009 في البقاع الغربي، كانت ضد عبدالرحيم مراد، والقرعاوي أيضاً. في حينها، كان المستقبل يعتبر القرعاوي محسوباً على النظام السوري وحزب البعث، فخاض معركة شرسة بوجهه، أما اليوم، فرشّحه على لائحته. الأمر نفسه ينطبق على الوضع في عكار، مع ترشيح نجل طلال المرعبي، الخصم التاريخي للحريرية السياسية، والذي كان المستقبل يتّهمه بالقرب من النظام السوري، وكذلك بالنسبة إلى تبني ترشيح وليد البعريني، نجل النائب السابق وجيه البعريني، الحليف الأساسي للنظام السوري، والخصم الأشرس للحريري في تلك المنطقة. هناك من يعتبر أن الحسابات فرضت على الحريري هذه الخيارات، لمنع الخسائر أو الخروقات. ويرون أن خيار الحريري صائب في استمالة خصومه ليصبحوا إلى جانبه بدلاً من مواجهته.

سعي الحريري في عكار يهدف إلى منع حصول اللائحة المقابلة على حاصل انتخابي. لذلك، جاءت ترشيحاته على هذا النحو، ولذلك يسعى إلى التحالف مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في لائحة واحدة مدعومة من عصام فارس. لكن المعترضين يعتبرون أن الترشيحات التي حملت مفاجآت، ستؤدي إلى مفجآت قد تحملها الصناديق. هناك من يتخوف من ردّة فعل الشارع السني على ترشيح شخصيات قريبة من 8 آذار والنظام السوري، فيما آخرون لا يتخوفون من النتائج فحسب، بل من الخيارات السياسية لهؤلاء المرشحين، إذا ما أصبحوا نواباً.

هؤلاء هم مرشحو المستقبل:

عن دائرة صيدا- جزين، بهية الحريري، حسن شمس الدين.
الشوف- عاليه: محمد الحجار وغطاس خوري.
البقاع الغربي- راشيا: محمد القرعاوي، أمين وهبي، زياد القادري.
زحلة: عاصم عراجي، ونزار دلول، مع احتمال ترشيح شخص آخر لم يحسمه بعد.
بعلبك- الهرمل: بكر الحجيري وحسين صلح.
طرابلس- المنية- الضنية: محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، نعمة محفوض، ليلى شحور، شادي نشابة، وليد صوالحي، جورج بكاسيني، قاسم عبد العزيز، سامي فتفت وعثمان علم الدين.
عكار: طارق المرعبي، محمد سليمان، وليد البعريني، هادي حبيش، جان موسى وخضر حبيب.
بيروت الثانية: تمام سلام، نهاد المشنوق، رولا الطبش جارودي، غازي يوسف، ربيع حسونة، باسم الشاب، نزيه نجم، زاهر عيدو، علي الشاعر وسعد الحريري.