في طرابلس الترقب سيد الموقف.. التيارات السياسية تعكف على تشكيل لوائحها الخاصة، وما تزال تفتش عن المرشحين الذين يمكن أن يُعتمد عليهم في تأمين جزء من الحاصل الانتخابي، فيما الكل منشغل في كيفية إقناع الناخبين بمنحهم أصواتهم التفضيلية التي ستشكل الكلمة الفصل في النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع عشية السادس من أيار المقبل.

وإذا كان الرئيس نجيب ميقاتي قد أنجز لائحته بشكل شبه كامل، من دون ضجيج، وهي بشهادة العارفين منبثقة من النسيج الطرابلسي بنكهة سياسية، وتضم إختصاصيين في مجالات عدة، فإن سائر التيارات ما تزال تسعى الى تجاوز بعض العراقيل التي تواجهها، علما أن تيار المستقبل تمكن أمس من تجاوز معضلة أساسية كانت تقض مضجعه، وتتمثل بترشح كريم كبارة الى جانب والده وزير العمل محمد كبارة، حيث تشير المعلومات الى أن كبارة الإبن سيبادر الى سحب ترشيحه يوم الاثنين المقبل، ما يعني أن اللائحة الزرقاء ستضم الوزير كبارة الى جانب النائب سمير الجسر، أما سائر المرشحين فسينتظرون دعوتهم الى مهرجان البيال يوم غد الأحد حيث سيعلن الرئيس سعد الحريري مرشحي تيار المستقبل في كل لبنان.

ومن المنتظر أن يعود اليوم اللواء أشرف ريفي الى لبنان قادما من أميركا، ليستأنف نشاطه الانتخابي، ويعمل على ملء الفراغات في لائحته التي حتى الآن تضمه الى جانب وليد قمرالدين، وعبد المنعم علم الدين ونظام مغيط، وكان من المفترض أن ينضم المرشح محمد غمراوي من البداوي لكنه سارع وبشكل مفاجئ الى سحب ترشيحه بعد إقفال باب الترشيح. المقعد العلوي في لائحة ريفي معقودا للمرشح بدر عيد، أما المقعد الماروني فما تزال المشاورات جارية حوله بعد عزوف الدكتور ألبير عازار عن الترشح، ليتقدم إسم الناشط رفيق أبي يونس، فيما لم يحسم أمر المقعد الأرثوذكسي، وكذلك مقعد المنية التي ترشح فيها 23 شخصا، أما الضنية فإن الاختيار وقع على راغب رعد، بانتظار حسم أمر المقعد الثاني.

الوزير السابق فيصل كرامي يبتعد عن الأضواء، ويغيب عن السمع منهمكا في إنجاز لائحته وسط تكتم شديد، إلا أن ثمة ثوابت على لائحة كرامي لا سيما جهاد الصمد الذي يبدو أنه يريد أن يكون وحده على اللائحة في الضنية، ورفلي دياب عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس، إضافة الى الحاج طه ناجي (جمعية المشاريع) عن المقعد السني، وكذلك الدكتور أيمن عمر، ومرشح المنية عادل زريقة، حيث تشير المعلومات الى أن كرامي يتطلع الى أن تضم لائحته مرشحين من المناطق الأساسية في طرابلس والميناء.

أما على صعيد المجتمع المدني فما تزال الأمور على حالها من التخبط، فلا توافق على تشكيل لائحة موحدة تجمع كل الشخصيات المدنية، وتخوض منافسة حقيقية للوائح السياسيين، ولم تتمكن أي جهة حتى الآن من الاعلان عن لائحة كاملة، باستثناء إعلان نواة لائحة المجتمع المدني المستقل التي تضم الدكتور جمال بدوي وجورج شبطيني وهبة مجذوب نجا، وفادي الجمل.

في غضون ذلك تشير معلومات الى مساع حثيثة تهدف الى تشكيل لائحة تحمل إسم “التحالف الوطني” وهي عبارة عن تفاهم بين حزب سبعة وعدد من الأحزاب والهيئات المدنية، ومن المفترض أن تضم: مالك مولوي، خالد تدمري ومنذر معاليقي عن المقاعد السنية، فيما البحث ما يزال جاريا مع كميل مراد، ورئيس الحراك المدني الدكتور وائق المقدم، إضافة الى الجماعة الاسلامية التي تعتبر مكونا إسلاميا ـ سياسيا ما يترك علامات إستفهام حول إنضوائها ضمن المجتمع المدني، وتشير المعلومات الى طرح إسم فرح عيسى عن المقعد الأرثوذكسي في هذه اللائحة، وحافظ ديب عن المقعد العلوي، فيما البحث ما يزال جاريا عن مرشح ماروني، إضافة الى مرشح حزب سبعة داني عثمان، وممثل تيار قاوم سامر فتفت أو هيثم الصمد (الخارج من عباءة المستقبل) في الضنية، وفي المنية وليد المصري.

وتتكثف الاجتماعات من أجل تذليل كل العقبات أمام هذه اللائحة التي يؤكد مطلعون أنها ما تزال في طور التفاهمات ولا شيئ نهائيا حيالها.

بالتزامن ينشط المرشح عبد الحميد غندور والمهندس يحيى مولود على خط الاتصالات مع عدد كبير من المرشحين بهدف تشكيل لائحة متجانسة تمثل تطلعات المجتمع المدني وتكون على تماس مباشر مع الحراك المدني في المناطق الأخرى ولا سيما العاصمة بيروت، فيما تشير معلومات الى أن العميد المتقاعد بسام الأيوبي يتجه لتشكيل لائحة مدنية أخرى ليرتفع بذلك العدد الى أربع لوائح، بانتظار القرار الذي سيتخذه النائب السابق مصباح الأحدب لجهة الانضمام الى لائحة مدنية، مع إمكانية أن يرفع رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي الدكتور محمد سلهب عدد اللوائح الى خمس، في حال لم تفض الاتصالات الجارية معه الى أن يكون شريكا في لائحة من اللوائح التي يتم طبخها.