قتل انتحاري عبر تفجير سترة ناسفة ارتداها عبد الظاهر حقاني، رئيس مديرية الشؤون الدينية والحج في أفغانستان، وحارسه الشخصي، كما جرح 11 شخصاً على الأقل، في هجوم نفذه بجلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار (شرق).

وأوضح عطاء الله خوجياني، الناطق باسم حاكم الولاية، أن الانتحاري فجر نفسه أمام سيارة خوجياني التي كانت تعبر جسراً»، علماً أن ننغرهار تعتبر أحد معقلين رئيسيَين لمتشددي تنظيم «داعش» في أفغانستان، والذين يقاتلون الحكومة وحركة «طالبان» معاً.

وفي شريط مصور رصده مركز «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الاسلامية على الانترنت، دعا التنظيم المسلمين إلى التوجه إلى ننغرهار وولاية غوزجان (شمال).

وأظهر الشريط ومدته 25 دقيقة مقاتلين في جبال تورا بورا (شرق) يسخرون من وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقضاء على التنظيم في أفغانستان وباكستان. وكان سلاح الجو الأميركي ألقى في نيسان 2017، القنبلة الأكثر قوة في ترسانته والمسماة «أم القنابل» على منطقة تورا بورا.

وقال مقاتل باللغة العربية في الشريط: «يجب أن يهاجر المسلمون من كل مكان في العالم إلى دولة الإسلام، ويعيشوا في ظلها كي ينعموا بحكم الشريعة وعدلها، علماً أن الكفار باتوا اشد عنفاً، لكننا نجحنا في السيطرة على مناطق جبرهار وتورا بورا وزيرتنكي وغوزجان شمال أفغانستان». كما ندد الشريط بحركة «طالبان»، متهماً إياها بفرض ضرائب والاعتماد على صناعة الهيرويين.

وظهر «داعش» في أفغانستان مطلع 2015، خصوصاً في ولايتي ننغرهار وكونار (شرق)، ثم تمدد شمالاً في صيف 2017، وتحديداً في مناطق من ولاية غوزجان.

ويتواجه التنظيم والحركة في أفغانستان، ولم يتعاونا إلا نادراً كما حصل في ولاية سربول في آب 2017 ضد إقليم ذي غالبية شيعية.

وقال برهان عثمان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية: «هذا النداء هو الأول من نوعه للتنظيم الذي يراهن على أن يلقى إطلاقه صدى»، مشيراً إلى أن صفوف التنظيم في باكستان تضم أجانب، خصوصاً من باكستان وشيشانيين ومواطنين من آسيا الوسطى. والخريف الماضي، تحدث شهود عن وجود فرنسيين وعرب في منطقة درزاب بولاية غوزجان.

وكان التنظيم تبنى مسؤولية اعتداءات دموية كثيرة في كابول منذ تموز 2016 والتي استهدفت خصوصاُ مساجد للشيعة، وكذلك هجوماً استهدف اكبر مستشفى عسكري في البلاد في آذار 2017.

على صعيد آخر، دعت أوزبكستان ديبلوماسيين إلى حضور محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» قالت إنها ستستضيفها في 26 و27 الشهر الجاري. لكن لم يتضح إذا كان ممثلون للحركة سيشاركون في الاجتماع الذي سيلقي الرئيس الأفغاني أشرف غني فيه كلمة رئيسية.

وأفاد مكتب الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ساند المؤتمر في رسالة قال فيها إن إدارته «تدرس تشكيل وفدها المشارك».

وتوقعت وزارة الخارجية الأوزبكية أن يوافق الاجتماع على قرار يدعو إلى «ضمان دمج المعارضة المسلحة في الحياة السياسية الأفغانية»، مع إدانة «كل أشكال ومظاهر الإرهاب».

وأشارت إلى أن «مبادرة طشقند لا تهدف إلى عقد اجتماع واحد، بل مواصلة بذل جهود فاعلة على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف لتشجيع العملية السياسية السلمية في أفغانستان».