قد نشهد تحالفا بين المستقبل والتيار الوطني الحر ضد اللائحة المدعومة من حزب الله في بعبدا
 

 

كل شيء عُرضة للتغيير في هذه الإنتخابات النيابية على صعيد التحالفات وسحب الأسماء وتركيب اللوائح ، فطبيعة النظام النسبي فرضت على القوى السياسية قراءة خارطة التحالفات بأسلوب مختلف لا يخلُ من المخاطرة ، والتحالفات في دائرة معينة قد تنسحب على دوائر أخرى كما هو الحال في دائرة بعبدا التي قد تشكل صدى للتحالفات في دائرة الشوف - عاليه.

دائرة بعبدا تضم ٦ مقاعد نيابية ، ٣ للموارنة و ٢ للشيعة ومقعد درزي ، ويشكل التيار الوطني الحر أكبر قوة سياسية في الدائرة ، يليه حزب الله.

وتنشط أيضا في الدائرة بعض القوى السياسية كحركة أمل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل ، مع تواجد ضعيف لتيار المردة وحزب الوعد الذي يرأسه جو حبيقة .

ويستطيع التيار الوطني الحر لوحده وكذلك حزب الله من تأمين الحاصل الإنتخابي والحصول على مقاعدهم المخصصة لها ، لكن التحالفات للأحزاب الأخرى تفرض عليهما حياكة تحالفات لقطع الطريق أمام أي خرق .

والمشكلة الأساسية في الدائرة هو أن التحالف بين التيار وحزب الله لم يُحسم بعد ، وجرى حديث عن إتجاه لتحالف بين الثنائية الشيعية وحزب وعد مع دعم من تيار المردة.

إقرأ أيضا : تحالف الحريري - جنبلاط ثابت في مختلف الدوائر اللبنانية

بالمقابل ، في حال رست خارطة التحالفات في الشوف - عاليه على قيام تحالف بين الإشتراكي والمستقبل والقوات ، فإن الأمر قد ينسحب على بعبدا ، وسيستطيع التقدمي والقوات من كسب مقعدين من أصل ٦ مخصصة لبعبدا.

هذه المعطيات قد تفرض على حزب الله والتيار الوطني الحر إعادة حساباتهما ليتجاوزا خلافاتهما ويذهبان إلى الإنتخابات النيابية في ٦ أيار ٢٠١٨ لخوضها معا. 

أما في حال عدم حصول ذلك ، فقد نشهد تحالفا بين المستقبل والتيار الوطني الحر لإنشاء لائحة خاصة بهما في حال حصل إختلاف بين المستقبل والتقدمي في الشوف - عاليه  وهو أمر أصبح شبه مستحيل ، وبالتالي تصبح خارطة اللوائح على الشكل التالي  لو إفترضنا حصول هذا الخلاف :

١- لائحة مدعومة من الثنائية الشيعية وحزب وعد وتيار المردة.

٢- لائحة مدعومة من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل .

٣- لائحة مدعومة من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي .

٤- لائحة مدعومة من المجتمع المدني .

إقرأ أيضا : جنبلاط يحيك تحالفاته الإنتخابية بدقة والتباعد يزداد بين أرسلان ووهاب

هذه اللوائح عُرضة للتغيير في أي لحظة على أساس معايير يحددها مستقبل الخلاف وإمكانية حله أو عدم حله بين التيار وحزب الله ، وأيضا مدى إستعداد تيار المستقبل لخوض الإنتخابات جنبا إلى جنب مع التيار الوطني الحر.

وهذه المعايير غير محسومة حتى الآن والأمور مفتوحة على إحتمالات عديدة ، فحال بعبدا كحال باقي الدوائر الإنتخابية في لبنان , وفي حال  إستقر التحالف بين القوات والإشتراكي والمستقبل فإن بعبدا ستشهد تنافسا تقليديا بين لائحتين أساسيتين الأولى ل 8 آذار والثانية ل 14 آذار , كما هو الحال في الشوف - عاليه .