أفضل ما أهدتنا إياه هذه الإنتخابات باكراً هو خروج الرئيس فؤاد السنيورة من شرنقة النظام السياسي الطوائفي، علّهُ يعود إلى منابعه القومية والوطنية
 

 

إكتمل عقد المرشحين للانتخابات النيابية القادمة على ما يقارب الألف مرشّح، ودارت الماكينات الانتخابية، وإذ كان يأمل اللبنانيون بأن يُحدث القانون الانتخابي النسبي انعطافاً واضحاً باتجاه تصحيح التمثيل الشعبي، وانبثاق مجلس نيابي كفؤ وقادر على كسر حدّة الفساد، ومعالجة مشاكل الخدمات والغلاء والبيئة، إلاّ أنّ التّوقعات لا تُبشّر بالخير، وكل ما أحدثهُ هذا القانون النسبي "الهجين" أنّه دفع ببعض مرشحي المعارضة "المفكّكة" للأمل بإحداث خروقات طفيفة في بعض الدوائر، علّها تُلحق بعض الأذى "المعنوي" في صفوف الكتل الصلبة منذ أكثر من ربع قرن، وأكثر ما يصدُق هذا الحال على المناطق الشيعية، إلاّ أنّ مآل النتائج المرتقبة، ستسمح لحزب الله بالتّمدّد خارج النطاق الشيعي في صيدا وبيروت والبقاع الأوسط والغربي بنُوّابٍ من المذهبين السّني والشيعي، ممّا يُحقّق -بحمد الله- الوحدة الإسلامية المرجُوّة .

إقرأ أيضا : السنيورة في ذمّة المملكة

على أنّ أفضل ما أهدتنا إياه هذه الإنتخابات باكراً هو خروج الرئيس فؤاد السنيورة من "شرنقة" النظام السياسي الطوائفي، علّهُ يعود إلى منابعه القومية والوطنية، بعيداً عن مهاوي المحاصصات وأزقّة الطوائف والمذاهب، وأن يعود إلى ملاحقة الهموم الشعبية كما وعد بذلك في بيان عزوفه عن خوض الإنتخابات القادمة.

خسر الرئيس السنيورة مقعده النيابي، وفاز بالمقعد الشعبي، ولعلّه خيرٌ وبركة من بركات القانون النسبي الجديد.