حزب الله استطاع بجيش من رجال الدين المتفرغين في تنظيمه أن يسخر المساجد وقاعات النوادي الحسينية والمدنية والصالونات الثقافية لإثارة الروح المذهبية الطائفية
 

بلدتي في جنوب لبنان نموذج عن كل بلدات الشيعة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه من الناحية السياسية، يوجد فيها نحو 3000 آلاف صوت ناخب ومن هذه الأصوات يملك حزب الله منها ما لا يقل عن 400 صوت موظفين في أجهزته العسكرية والأمنية ومؤسساته المدنية برواتب مالية شهرية وهذه الأصوات تملك السيطرة على عدد مماثل لتجيير أصواتهم لصالح حزب الله وهذه الأصوات باتت قوة استهلاكية من الطبيعي أن يفكر كل أصحاب المهن والمحلات التجارية في البلدة بإقامة علاقة حسنة معها والسعي لإسترضائها ومداراتها بخلفية تجارية مادية وذلك بالتعاطف معها سياسيا عند كل استحقاق سياسي ومناسبة إجتماعية، وحركة أمل تملك نفس النسبة والحجم والتأثير بقوة نفوذها في مؤسسات الدولة وأي جماعة بالأرض تملك نفوذا بمؤسسات الدولة تسعى شريحة كبيرة من الناس لموالاتها طمعا بقضاء حوائجها على يدها.

إقرأ ايضًا: حينما كنت مراهقاً ثورياً كالسيد حسن نصر الله !

وحينما يتحالف حزب الله مع حركة أمل في أي استحقاق سياسي فبقوة رصيدهما مجتمعين يغلبون كل جماعات الشيعة المعارضين لهذه الثنائية، لأن الشخصيات والجماعات السياسية الشيعية المعارضة للثنائية لا تملك شيئا من القوة المادية والخدماتية التي تملكها الثنائية فضلًا عن تشتتها وتشتيتها، تشتيتها بكثرة الأشخاص الذين يرشحهم حزب الله بصفقة سرية يعقدها معهم وراء الكواليس فيرشحون أنفسهم بوصفهم منافسين للحزب والغاية من وراء ذلك تشتيت جبهة المعارضة وسبق وقلنا بأن حزب الله استطاع بجيش من رجال الدين المتفرغين في تنظيمه أن يسخر المساجد وقاعات النوادي الحسينية والمدنية والصالونات الثقافية لإثارة الروح المذهبية الطائفية بإثارة المخاوف من المسلمين السنة في سوريا فيما لو انتصروا على نظام الديكتاتور بشار الأسد وبذلك استطاع أن يشد عصب كثير من الشيعة السطحيين السذج لصالح مشروعه السياسي الذي لا يبتغي من ورائه سوى الوصول إلى السلطة والإمساك بمقاليدها للتحكم بالناس بعقلية مجردة من كل القيم الإنسانية والدينية لا تتقن سوى فن الإغتيال والتخوين والتهديد والبطش وبأكاذيب غزيرة.