لم تغب زيارة وزير الخارجية والمغتربين ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمعقل تيار المردة (زغرتا) قبل يومين عن أحاديث الشماليين بعد، إذ لا زالت تحتل حيزاً من التحليل السياسي والشعبي على حدٍ سواء.

وهي الزيارة التي تقصّد فيها باسيل توجيه الرسائل السياسية والانتخابية للمردةَ، إذ زار دارةَ الرئيس الراحل رينيه معوّض والتقى الوزيرةَ السابقة نائلة معوّض، وقال إن "التيار راجع ع زغرتا" و"زغرتا ليست حكراً على أحد"... الأمر الذي وضعه بعض الزغرتاويين في إطار استفزازي.

 


ولكن ماذا يقول أهل الدار، في أي إطار يضعون زيارة باسيل، وكيف يردون على رسائله؟

لا تضع عضو لجنة الشؤون السياسية ميرنا زخريّا الزيارة في الإطار الاستفزازي، وترى بأنها ربما تكون استفزازية لآل معوض ومحبيهم أكثر مما هي استفزازية لآل فرنجية ومؤيديهم، والسبب أننا لم ينسَ اللبنانيون يوم انتخاب الرئيس الراحل رينيه معوض رئيسا للجمهورية، إذ رفض العماد ميشال عون (رئيس الحكومة الانتقالية يومها) الاعتراف بمعوض رئيساً للجمهورية بل اعتبره نائباً سابقاً لا أكثر، وتضاربت حينها المواقف حول الجهة التي تقف خلف اغتيال معوض، وحمّلت عائلة معوض الجنرال عون المسؤولية، ولكن بعد الانسحاب السوري من لبنان في الـ 2005 عادت وحمّلت سوريا مسؤولية الاغتيال.

وتؤكد زخريّا لـ"ليبانون ديبايت" أن الاستفزاز بالتالي لآل معوض ومؤيديهم، لأن رئيس التيار الوطني يزور معوض لدواعي انتخابية كأن شيئاً لم يكن وكأن اللبناني بشكل عام والزغرتاوي بشكل خاص غابت عن ذاكرته الحقائق التاريخية.

وعن رسائل باسيل حول رجوع التيار إلى زغرتا، تلفت زخريّا: "لا أدري ما المقصود، فالتيار عندما دخل في الأساس زغرتا انتخابياً رشح العميد فايز كرم عن المقعد الماروني في طرابلس باسم التيار الوطني الحر (الذي اعتُقل عام 2010 بتهمة الاتصال بالموساد) مما يعني أن التيار لم يرجع، بل ان التيار غيّر وبدّل ما كان عليه من ثوابت وترشيحات، وبدل الرجوع إلى منزل حليفهم كرم عاد لدارة خصمهم معوض، وقد رشح من خارج مدينة زغرتا وزيرا حالياً في الحكومة.

وتشير زخريّا هنا إلى أنه لا بد من ملاحظة العدد اللافت من وزراء التيار المرشحين للانتخابات، ومنهم الوزيران بيار رفول وسيزار أبي خليل وغيرهما، ما يتعارض مع مناداة التيار حول ضرورة فصل السلطات.

وترى زخريّا أن زيارة باسيل لأقضية الشمال الثالثة التي تضم إلى جانب زغرتا كل من البترون، بشري، والكورة، متوقعة، علماً أن معركة التيار الوطني الحر هي أسهل من غيرها في هذه الدائرة تحديداً، لأن هدفهم الأساسي يتركز على أحد المقاعد المارونية في البترون وليس أبعد من ذلك.

ففي هذه الدائرة يوجد عشرة مقاعد مسيحية، وتسأل زخريّا: كيف لتيارٍ أن يدّعي من ناحية أنه الحزب المسيحي (الأقوى) ومن ناحية ثانية لا يستطيع أن يؤمّن أكبر عدد من النواب في الدائرة المسيحية (الأكبر)، والتي تضم أكبر عدد من الناخبين الموارنة (165 ألف ناخب ماروني مسجل)، فإن كان التيار الأقوى مسيحياً عليه أن يكون الأقوى تمثيلياً في دائرة الشمال الثالثة.