إن إستمر فرنجية في هذا الأداء فقد يدفع أثمان باهظة خصوصا في هذا المرحلة الإنتقالية التي يمهد فيها لنجله طوني فرنجية
 

 

لا يوفر رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل أي فرصة للإنقضاض على خصومه ، حتى لو كلفه الأمر كسر الخطوط الحمراء وغزو معاقل هذه الخصوم دون أن يرف له جفن .

قد لا يتفق المرء مع  معظم تصرفات باسيل وسياساته المتبعة وأساليبه في المخاطبة السياسية القائمة على الإستفزاز وإحراج الحلفاء ، إلا أنه يُشهد للرجل نشاطه وحركته المكوكية وعمله الميداني على الأرض لتكريس زعامته داخل التيار وعلى مستوى لبنان ، لغايات وطموحات لا شك أنها رئاسية بعد إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون .

لذلك ، يحاول أن يوسع من هامش تحركاته ويلعب على أكثر من حبل لضمان مقعده النيابي أولا وتكريس هذه الزعامة لاحقا.

وفي هذا السياق ، قام باسيل بزيارة إنتخابية إلى معقل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في زغرتا ، إلتقى فيها بالنائب السابق نايلة معوض ، الخصم التاريخي لفرنجية في المنطقة.

ولا شك أن للزيارة دلالات في السياسة والإنتخابات ، فهي تؤسس أولا لإحتمال قيام تحالف إنتخابي بين معوض عبر نجلها رئيس حزب الإستقلال ميشال معوض وباسيل ، تضمن للرجلين مقعدين واحد في زغرتا والآخر في البترون.

إلا أن الأهم هو رسالة باسيل القوية لفرنجية بأنه مصر على كسره داخل معقله التاريخي وأن لا خطوط حمراء تضبط سلوكه السياسي والإنتخابي .

ويريد باسيل القول أيضا أن في زغرتا هناك بديل عن فرنجية ويمكن التعامل معه ، ولن يضر العهد أن يكون هناك قطيعة مع فرنجية ، فمعوض موجود ، وهذه الرسالة تقلق فرنجية على عكس ما يحاول الترويج له بعدم إهتمامه بالزيارة.

إقرأ أيضا : جنبلاط من زعيم إلى مُغرّد على تويتر

وبالتأكيد ، يُلام فرنجية على الكثير من الأشياء ، فهو وإن كان زعيم سياسي ذات رؤية غير طائفية إلا أنه مصر على تقوقعه في نطاق جغرافي ضيق أقصاه بعض دوائر الشمال .

فهمة الرجل وحركته ثقيلة ولا يغامر أبدا في الإنفتاح على مناطق غير زغرتا رغم الفرص التي أتته ولم يعرف كيف يستغلها .

هذا السكون في حركة فرنجية أفقده العديد من هوامش الحركة وجعل باسيل يدخل إلى ملعبه ويسرح ويمرح دون أي عائق أو حاجز ، ليؤسس لتحالف سياسي مع آل معوض.

وإن إستمر فرنجية في هذا الأداء فقد يدفع أثمان باهظة خصوصا في هذا المرحلة الإنتقالية التي يمهد فيها لنجله طوني فرنجية لتسلم زعامة زغرتا.

والمطلوب من فرنجية المغامرة أكثر والخروج من معقله والتحرك بكثافة على الأرض وتوسيع مروحة تحالفاته والتأسيس لعلاقات سياسية جديدة خصوصا مع القوات اللبنانية ، حيث لا فائدة من إطالة حالة الخصومة معها لهذا الوقت .