الإعلام العربي - الروسي ذكرنا بأيام العرب المجيدة بصوت العرب المرتفع من القاهرة و بأصوات القدس الطالعة من الدول القومية
 

بدأ نجم الإعلام العربي المموّل من روسيا يسطع نتيجة حضور روسيا القوي في الحروب والملفات العربية واستعراضها العسكري في سورية بطريقة بهلوانية مروّجة فيها لأنواع من السلاح المكدّس في المستودعات ونتيجة لاستخدام هذه الوسائل الاعلامية للهجة العالية والنبرة الحادة المتأثرة بنضالات القوميين والشيوعيين في مراحل نضالهم ضدّ كل شيء خاصة و أن هذه الوسائل تعتمد أدوات الخطاب الثوري التي تهزم الأعداء دون معارك معهم وتجعل منهم مجرد ألعاب ودمى في أيادي الثوّار وتستصرح هذه الوسائل بقايا القوميين واليساريين عموماً الذين قبروا أميركا في شبابهم أكثر من مرة وعادوا مجدداً ليقضوا عليها بألسنتهم الشائخة، والظريف أن هذه الوسائل تعتمد على تحليلات جنرالات متقاعدين روس أو عرب يؤكدون سقوط أميركا وقيام قطب دولي آخر تقوده روسيا وتتوسع في هذه الفكرة أكثر مع محللين عسكريين سوريين هاربين من الجبهات ومختبئين مع القيادة السورية في أمكنة يحرسها الروس ويرسمون سيناريوهات متعددة لنهاية الأسطورة الأميركية في العالم بدءًا من فشلها في سورية بفعل الجيش العربي السوري.

إقرأ أيضًا: جنبلاط من زعيم إلى مُغرّد على تويتر
الاعلام العربي - الروسي ذكرنا بأيام العرب المجيدة بصوت العرب المرتفع من القاهرة و بأصوات القدس الطالعة من الدول القومية التي أخذتنا أكثر من مرّة الى فلسطين وأرتنا أن الحلم العربي أصبح في يد القائد التاريخي ويبدو أن منشور النصر الذي خسّرنا المستقبل لا الحاضر فقط قد أعيد طبعه وبنفس الحبر وهو يُذاع بنفس الأصوات الثورية التي جعلتنا جثثاً لوهم لم يمت بل بقيّ حيّاً وهو يكبر باستمرار طالما أنه الأداة الوحيدة والمتاحة للانتصار على الأعداء فكم هزمنا العالم ونحن نيام ؟ وكم مرّة رمينا "اسرائيل" بالبحر و أقمنا الدولة العربية الفلسطينية بأرض المعراج والأنبياء؟ 
تسعى روسيا إلى اللبرلة الكاملة وتفتح لنا في العالم العربي إعلام معاد لليبرالية ومؤيد للتطرف والاستبداد ووظيفة هذا الاعلام الدفاع عن النظام السوري وعن الأنظمة الشمولية وعن الحركات المتطرفة وكل من يدّعي الخصام مع الغرب و أميركا تحديداً وقد لقي هذا الاعلام زبائن كثيرة حاضرة وبقوّة في العالم العربي كونها تعتاش على أفكار الستينيّات وترحيباً من قبل المشتغلين بالحقل الاسلاموي والقومي ومن شيوعيين يظنون بأن بوتين هو الرفيق الأعلى لحزب الطبقة العاملة الروسية و أنه يخوض معركة الاشتراكية ضدّ الرأسمالية وما وقوف روسيا الى جانب حزب البعث الاشتراكي الاّ دلالة واضحة على مسؤولية روسيا التاريخية في الدفاع عن الاشتراكيين الثوريين بمواجهة الامبريالية الأمريكية الآيلة الى السقوط بفعل الضربات الروسية المباشر لمصالح الغرب.

إقرأ أيضًا: روسيا تُدرّس إسرائيل فنون القتل
لا تسمع في هذا الاعلام الاّ تخبط الولايات المتحدة وانتهاء مشروعها بعد فشله المرير وسقوط الفوضى البناءة وهي تعيش أزمات إخفاقها في أفغانستان وفي العراق وفي سورية وفي اليمن وفي ليبيا وتقف عاجزة أمام دور روسيا البنّاء والداعي الى السلام والساعي الى استخدام وسائل و أدوات السلم لا أدوات الحرب لذا تنشط دبلوماسيتها ولا تحرّك طائراتها ولا تقصف فقراء العرب كما تفعل أميركا التي هدّمت مدناً سورية من إدلب الى الغوطة ويصفق العرب لروسيا من خلال هذا الاعلام الناجح في قلب الحقائق فتتحوّل الطائرة الروسية الى طائر سلام في سورية ويرونه حاملاَ لغصن زيتون من إدلب لا الى رأس نووي مُدمر لمنطقة بكاملها والغريب أن هناك من يخالف هذا الاعلام العربي - الروسي ولكنه يفتح له رئته ليبث منها سمومه ولا أعرف مقابل ماذا تتم هذه الخدمة الأكثر من إعلامية كما هو الحال مع صوت لبنان؟ 
ولا أعرف إن كان حزب الكتائب قد أصبح من الثوريين الاشتراكيين ومن المتأثرين بمن قاتلهم طيلة سنوات الحرب الأهلية من الجماعات اليسارية؟ أو أن سبباً آخر يقف وراء تبنيه لا للبث غير المسؤول عن مضمونه لكنه مسؤول عن خدمته الفنية وما تغيير موقف الكتائب من النظام السوري باعتماد إعلام مؤيد ومن المعارضة باعتماد إعلام يصفها بالإرهاب ولا علم لي إن كان المال سبباً كافياً لفتح المجال أمام سياسات لا يتفق معها صوت لبنان.