لا أؤمن بأن الآية تقول بأن الأرض في يوم ما سوف لن يكون على ظهرها إلا من يؤمن بدين الإسلام
 

ألا تؤمن بأن هذا وعد الله تعالى حيث قال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}

ألا تؤمن بأن دين الإسلام سوف يظهره الله تعالى على الدين كله بواسطة الإمام المهدي؟
الجواب: كلا لا أؤمن بتفسير الآية بهذا المعنى مطلقًا.
لا أؤمن بأن الآية تقول بأن الأرض في يوم ما سوف لن يكون على ظهرها إلا من يؤمن بدين الإسلام.
أنا أؤمن بيقين كامل بأن الأرض باقية إلى يوم القيامة كساحة صراع بين الظالمين والمظلومين وستبقى أيضًا إلى يوم القيامة محمولة بأصناف مختلفة من البشر دينيًا ومذهبيًا وفكريًا وفلسفيصا وسياسيًا وإن الله تعالى خلق الأرض وخلق البشر ليعيشوا على سطحها إلى يوم القيامة بعقول بطبيعتها مختلفة وبطبائع متباينة وبنفسيات متعددة متنوعة.

إقرا أيضًا: حينما كنت مراهقاً ثورياً كالسيد حسن نصر الله !

قال الله سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}. آية / 118 / و / 119 / سورة هود /.
تأمل بقوله تعالى {ولذلك خلقهم} لهذه الغاية خلقنا لكي نختلف خلقنا.
س- إذن كيف تفسر قوله تعالى 
{ ليظهره على الدين كله} أليس يريد إظهار دين الإسلام على الدين كله؟
الجواب: إظهار دين الإسلام على الدين كله ليس الظهور معناه بأن دين الإسلام سوف يقضي على الأديان كلها قضاء تامًا وكاملًا وينهي وجودها كافة دون أن يبقى لها أثر ولا عين.
إن الظهور معناه البروز أي سيبرز دين الإسلام على الأديان كلها ولو كره المشركون.
والمقصود بالإسلام هنا في هذه الآية هو عقيدة التوحيد فقط وفقط وليس شريعة الإسلام أي إن الشرك سينهزم أمام عقيدة التوحيد هزيمة بليغة وستظهر عقيدة التوحيد وتبرز على كافة الأديان وستكون قوية الحضور في الحياة.
والآية الكريمة لا تقصد مطلقًا لا من قريب ولا من بعيد في أن المسلمين سيحكمون العالم بواسطة الإسلام كما هم يحلمون ويتوهمون ونعوذ بالله من وهمهم وحلمهم وخيالهم بعدما زوروا الإسلام وحرفوه بآلاف الروايات الكاذبة والقصص الخرافية والأسطورية وبتفسيرات تتعارض مع العدالة والرحمة والقيم الإنسانية.
سُئِلَ السيد جمال الدين الأفغاني، أي دين سوف يكون في المستقبل؟
فأجاب بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا - (أي المسلمون) - وَالَّذِينَ هَادُوا - (أي اليهود) - وَالنَّصَارَىٰ - (أي المسيحيين) - وَالصَّابِئِينَ - (أي طائفة من المؤمنين) - مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.