تعاني منطقة بعلبك ــ الهرمل من ضغوط كثيرة، ولا زالت عرضة لأكثر الأزمات اللبنانية قسوة رغم مضي أكثر من عشر سنوات على وثيقة الطائف، التي أعادت تأسيس الوفاق الوطني على قواعد جديدة، من بينها التخطيط للإنماء المتوازن، كمقوّم للاستقرار الداخلي. لكن الوعود السخية بتطوير المنطقة واستيعاب النتائج الاجتماعية، ومكافحة البطالة والفقر، بقيت حبرا على ورق، مقابل نتائج هزيلة وبرامج كاذبة، وإنفاقا شحيحا، وبدل ازدهار المنطقة زادت حرمانا.

أزمات المنطقة تنموية، وتربوية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية، وجل ما يطالب فيه أهلها الالتفات الى حاجاتهم والوعي الكافي لمساعدة المنطقة على النمو. يجتمع هؤلاء حول رأي واحد ان اداء الدولة تجاه المنطقة ليس بالمستوى المطلوب، وهي مهملة، لا فرص عمل مؤمنة ولا مستوى معيشي واقتصادي لائق لهم. هذه الدائرة التي تضم 10 مقاعد نيابية تسيطر على غالبيتها الثنائية الشيعية حاليا، باتت مهددة بالتغيير في ظلّ استمرار معاناة أهاليها بعد تجربة 2009.

في هذا الإطار، علّق المرشح عن لائحة المعارضة الشيعية الشيخ عباس الجوهري لـ"ليبانون ديبايت" قائلا "ما نسعى اليه من خلال تحالفنا كمستقلين من الطائفة الشيعية مع الصوتين السني الوازن الذي يمثّله تيار المستقبل، والمسيحي الوازن في منطقة البقاع الشمالي الذي يمثله المرشح أنطوان حبشي على لائحة واحدة، هو خدمة أهالي المنطقة في الدرجة الأولى، حتى لا تبقى بعلبك -الهرمل ذات بُعد واحد غير قادر على تحقيق الانماء المطلوب". 

وأوضح ان "المشاورات لا تزال قائمة في ما يتعلّق بالتحالفات الانتخابية، لكن المؤكد هو ادخال مكونات وازنة في البلد الى المنطقة حتى تتضافر الجهود من كل حدب وصوب وتتشابك الأيدي ويتحرك النمو في المنطقة على كافة الأصعدة. لا ننظر الى الانتخابات على انها معركة، بل لعبة رياضية بمرمى واحد معرّض للإهمال، ونطمح برفقة اللوائح المنافسة تسجيل أهداف مهمة في هذا المرمى، وبروح رياضية نتساعد في سبيل المنطقة".

أما عن موضوع المواجهة مع الثنائي الشيعي، وما يثار عبر الاعلام عن الوقوف ضد "المقاومة"، أكد الجوهري ان "موضوع الأخيرة خارج الخلافات ولا يمكن لأي مواطن ان ينكر الدور الذي لعبته المقاومة في الدفاع عن أرض الوطن. لكن حان الوقت بعد تحرير الأرض العمل على تحرير الانسان من الاهمال والحرمان ومن الوضع البائس الذي يعاني منه أهالي المنطقة". 

وأضاف أنه حان الوقت أيضا لوضع رؤية مستقبلية واعدة لأهالي بعلبك - الهرمل, وتأمين فرص عمل للشباب, وتطلعات لبناء دولة حقيقية بعيدة عن منطق الاستبداد والمحاصصة. ورفض التفريط بالثروة النفطية أو الاستفادة من عائداتها لجيوب المسؤولين فقط. مشددا على ألا تكون تلك الوعود مجرد أقوال بل تترجم في أفعال يباشر فورا بتنفيذها. 

وعن الوعود التي يقدمها لأهالي المنطقة، تحدّث الجوهري عن تخطيطه لبرنامج اقتصادي اجتماعي عصري وحديث، والعمل على تنفيذه، "لأن المهم هو السهر على انجاز هذه الوعود، والمطالبة بإصرار وبالتعاون مع المعنيين رفع غطاء الاهمال عن بعلبك - الهرمل. والمطالبة بمستوى وظائف كتلك الموجودة في بيروت، فالمنطقة تستحق، ونسعى لتحصيل جميع حقوقها وادراج شبابها في مؤسسات الدولة وتأمين لهم مستوى معيشي يليق بهم". 

وأسف الشيخ للشائعات التي انطلقت قبل اكتمال تشكيل اللائحة التي ينوي الترشح عليها، وقبل الكشف عن الأسماء والوجوه المدرجة ضمن اللائحة، واعتبر ان "التهم التي صوبت نحونا مجحفة". بالمقابل، شدد على أهمية التنافس الشريف، وانه "لا أعداء لنا في لبنان ولا خصوم، والمنافسة الديمقراطية هي المطلوبة، ولم ولن نملي على من تحالفنا معهم انتخابيا أي اسم، ونتشارك هدفاً واحداً معهم ضمن لائحة متكاملة".

لم ينكر الجوهري امكانية وجود لائحة أخرى تضم مستقلون شيعى الى جانب لائحته, على الرغم من تمنيه على جميع الأفرقاء المستقلون التوافق حول لائحة واحدة لخوض الانتخابات على أساسها, خصوصا ان الأهداف واحدة.

 

 

كريستل خليل