التحالفات تأخذ شكل المصلحة الإنتخابية حسب المنطقة والقوى السياسية الوازنة فيها
 

 

الثابت الوحيد في هذه الإنتخابات النيابية أن ما نسمعه في الإعلام من شعارات كبيرة هو معاكس كليا لما يحصل على أرض الواقع .

فالتحالفات الإنتخابية هي جزء من اللعبة السياسية اللبنانية ، ولا يمكن لأي طرف في لبنان خوض الإنتخابات دون شبك تحالفات مع أطراف أخرى في حال قرر تحقيق إنتصارات ملموسة وذات أهمية.

وكما كل إنتخابات ، تتجه الأنظار إلى الدوائر المسيحية كونها تضم أكثر من طرف سياسي قوي يأتي في مقدمتها التيار الوطني الحر  والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية ، مع وجود تمثيلي مناطقي محصور في نطاق جغرافي معين لا بأس به لتيار المردة، إضافة إلى الشخصيات المسيحية المستقلة وحزب الأحرار وحزب الإستقلال.

لكن الثقل الأساسي وبيضة القبان في المناطق المسيحية هي للثلاثي التيار والقوات والكتائب ، لذلك كثر الحديث عن إمكانية قيام تحالفات إنتخابية بين هذه القوى الثلاث.

هذه التحالفات لا تعتمد على معايير ثابتة بقدر ما تأخذ شكل الدائرة والقوى السياسية فيها بعين الإعتبار ، لذلك قد تتنافس هذه القوى في دوائر معينة وقد تتحالف في دوائر أخرى.

إقرأ أيضا : معركة إنتخابية من نوع آخر في دائرة جزين - صيدا ... لا شيء محسوم حتى الآن

بالنسبة لحزب الكتائب ، فقد أعلن نيته خوض الإنتخابات النيابية في ٦ أيار ٢٠١٨ بعيدا عن قوى السلطة وبتحالف مع بعض الشخصيات في المجتمع المدني ، إلا أن بعض الإعتبارات ستفرض على الكتائب التحالف مع القوات اللبنانية في الدوائر التي لا يوجد ثقل شعبي للطرفين فيها .

وقد جرت محاولات لقيام تحالف بين الطرفين في جزين لكنها لم تنجح بعد ، على عكس الأشرفية التي إعتبرها الكتائب حالة إستثنائية بسبب رمزية الرئيس الراحل بشير الجميل من أجل الحفاظ على مركز النائب نديم الجميل .

وفي البترون ، لا تبدو أن الأمور قد نضجت بعد لقيام حلف بين الطرفين لكن كل شيء قابل للتغير في أي لحظة كما هو الحال أيضا في المتن .

أما على خط الكتائب - التيار الوطني الحر ، فالأمور أسوأ ولا يوجد أي إحتمال لقيام تحالفات إنتخابية كون الكتائب تنظر إلى التيار اليوم على أنه رمز السلطة والمسؤول الأول عن كل ما يحدث من صفقات داخل الحكومة.

على صعيد آخر ، تبدو أن التحالفات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر  ستشمل دائرتي بيروت مع إحتمال قيام تحالف في دائرة الشوف - عاليه في حال لم يتوصل أحد الطرفين لأي إتفاق مع النائب وليد جنبلاط.

وفي هذه الدائرة ستخلط أوراق كثيرة ،فهل مثلا سنشهد لائحة إئتلافية تضم التيار والقوات والنائب طلال أرسلان والحزب القومي السوري ؟ أم هناك صعوبات في ذلك ؟

إقرأ أيضا : جنبلاط يحيك تحالفاته الإنتخابية بدقة والتباعد يزداد بين أرسلان ووهاب

لذلك لا شيء محسوم حتى هذه اللحظة في الشوف - عاليه بإنتظار الإتصالات السياسية.

وفي جزين ، جرت محاولة لقيام تحالف بين الطرفين لقطع الطريق أمام تيار المستقبل والرئيس نبيه بري ، لكن المحاولة لم تنجح.

وبالمحصلة ، فإن الأمور لن تتضح صورتها بشكل أوسع وأوضح إلا بعد ٦ آذار موعد إغلاق باب الترشيحات .