لو فرضنا أن الحروب قد وضعت أوزارها منذ الغد ماذا يستطيع الروسي تقديمه من مساهمة في السلام؟
 

دق أحد علماء الطب البارزين في روسيا ناقوس الخطر بسبب زيادة عدد المصابين بمرض نقص المناعة الطبيعي المكتسب (إيدز) بصورة مخيفة في البلاد على مدار السنوات الماضية، حتى أصبح أحد أسباب تهديد الأمن القومي في البلاد.
ففي عام 2017، فاق متوسط المؤشرات الطويلة الأجل بنسبة 43.4 في المئة أي 49.67 لكل مئة ألف شخص وأضاف الطبيب فاديم بوكروفسكي بأن "أرقام الإصابة بالفيروس ترتفع نسبها وهي تتضاعف باستمرار" وطالب الدولة بوضع إستراتيجية للحدّ من حجم الإصابة بالمرض ولكن تهاون الدولة وعدم اتخاذها لتدابير مواجهة لإنتشار الإيدز بكثافة دفعه إلى اتهامها المباشر عن نمو هذا المرض وعن تفشي حالته في روسيا نتيجة تعاطي المخدرات الذي يسهل انتقال هذا الفيروس بواسطة الحقن الملوثة ومعظم المتعاطين هم من النساء اللواتي يعملن في أسواق الجنس.

إقرأ ايضًا: بوتين شارون سورية
وتفيد مصادر أخرى بأن الوثيقة الخاصة بهيئة "روس بوتريبنادزور" قد سجلت زيادة في عدد الإصابة بمرض الإيدز وأشارت مصادر "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية الى أن أحدث تقارير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز) قد صنف روسيا بؤرة انتشار لهذا الوباء الخطير على المستوى العالمي و أن نصيب روسيا من حصة نقصان المناعة قد بلغ 80في المائة وهذا ما جعلها متفوقة على بلدان أفريقيا مثل أوغندا وزيمبابوي ويعزي ذلك الى توقف العمل بالبرنامج الدولي لمكافحة الإيدز وتوقف الدعم المادي الدولي لروسيا التي لم تبادر الى تغطية هذا الفراغ الدولي من خلال نفقاتها الخاصة الأمر الذي ترك الإيدز دون مواجهة وهو يقوم بقضم المدن الروسية ويأكل من الأجيال الروسية الشابة  ففي موسكو وضواحيها تتراوح نسبة الشباب المصابين بالإيدز ما بين سنيّ 16 و 26، علماً أن أكثر من 80 في المئة من المصابين تتراوح أعمارهم بين 15 و 30 سنة، وسوف يتوفى هؤلاء خلال سنوات عدة من دون ترك أبناء أو أحفاد، الأمر الذي سيؤثر سلباً على الطاقة البشرية في روسيا، حيث إنه خلافا للبلدان الأفريقية التي ينتشر فيها الإيدز، فإن روسيا لا تزال تجد صعوبات في تعويض الفقدان الطبيعي للسكان من خلال زيادة معدلات المواليد بالقدر الكافي في غالب الظن، تعرف السلطات في روسيا هذا الأمر جيداً، لكنها لا تُفضل نشر غسيلها الوسخ وقد اكتفى دميتري ميدفيديف بإعطاء أرقام عن عدد المصابين بالإيدز في روسيا وقال بأنها "تتزايد سنويا بنسبة 10 في المئة"، وأكدت وزارة الصحة الروسية أنه في ظل المعدلات الحالية لانتشار المرض في البلاد، فإن عدد الحاملين للمرض والمصابين به قد يرتفع بنسبة 250 في المئة بحلول العام 2020.

إقرأ ايضًا: روسيا تُدرّس إسرائيل فنون القتل
هذه الميزة والخاصية الروسية ليست يتيمة إنها علامة سوداء من علامات كثيرة تحتلها روسيا من بين الدول النامية اذا تنتشر فيها ظواهر الفقر المُدقع وظواهر المافيات المتحكمة في السلع السياسية والاقتصادية ناهيك عن تردي وضع حقوق الانسان وغياب الديمقراطية وتثبيت قيصرية جديدة باسم اللعبة الانتخابية المُقنعة والتي تأتي باستمرار بالقيصر القصير بوتين باعتباره مدير الشبكات المتحكمة بمفاصل الدولة الروسية. 
من هنا يبدو الرهان على روسيا رهان على حمار في سباق أحصنة وهذا لا يفي بالمطلوب وهذا ما سيكرس أزمة جديدة لا حلاً لأزمات المنطقة إذ أن الروس يبحثون عن مصادر للثروة دون أن يسهموا في شيء كونهم لا يملكون ما يكفي لتلبية أدوارهم في منطقة الشرق الأوسط لأنهم مجرد باعة للسلاح الذي ورثوه وهم لا يملكون أي موهبة أخرى غير الاتجار بالسلاح وهذا ديدنه الحروب القائمة والعمل على فتح جبهات جديدة طالما أن هناك من يختار الحروب على السلام ودون الحروب لا تجارة لروسيا في السوق الأوسطي ولو فرضنا أن الحروب قد وضعت أوزارها منذ الغد ماذا يستطيع الروسي تقديمه من مساهمة في السلام؟ بدون بدل لا يساهمون الروس بفلس لأنهم أحوج إليه ولا يقدمون شيء على الإطلاق من باب المنافسة مع الغرب فالدول الحليفة لروسيا نفسها تركض خلف الشركات الغربية لكفاءة غير متوفرة لدى الشركات الروسية وفي كل المجالات، لهذا نرى روسيا حريصة على الحرب السورية بفتح آفاق جديدة لها باعتبار أن زيادة الطلب على أسلحتها رغم الحصار الغربي قد تضاعفت بعد إستخدامه في سورية ضدّ السوريين كما صرح أكثر من مسؤول روسي.