الزيارة تشير إلى قرار سعودي بالعودة إلى لبنان وإعادة تفعيل قنوات التواصل مع بعض الساسة في لبنان
 

 

لا يمكن الحكم من الآن على زيارة الموفد السعودي نزار العلولا إلى لبنان ، فهي لم تنته بعد ولم يخرج عن اللقاءات أي جديد فيما خَص العلاقات اللبنانية - السعودية وعلاقات المملكة العربية السعودية مع مسؤولي بعض الأحزاب في لبنان خصوصا في قوى ١٤ آذار. 

لكن الزيارة بحد ذاتها تشير إلى أن هناك قرارا سعوديا بالعودة إلى لبنان وإعادة تفعيل قنوات التواصل مع بعض الساسة في لبنان .

وفي اليوم الأول من الزيارة ، إلتقى العلولا كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وسيستكمل زياراته اليوم بلقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري .

ومن حيث وجهة زيارات الموفد ، يتضح أن هناك نية في أن تكون الزيارة شاملة لكافة الرؤساء الثلاثة مع ما يمثل كل واحد منهم من إتجاهات سياسية تختلف أو تتوافق مع السعودية، لكن قصر مدة اللقاء مع الرئيس عون وطول اللقاء مع الرئيس الحريري جعل البعض يتوقف عندها لما تحمله من دلالات سياسية بالرغم من أن مصادر بعبدا أكدت أن لا دلالة سياسية لقصر مدة اللقاء مع العلولا.

مع هذا ، لا بد من التوقف عند هذه المدة القصيرة في لقاء بعبدا مقابل الإرتياح الذي عبر عنه العلولا في معراب حيث إعتبر أنه في منزله.

وبالتالي ، تندرج زيارة العلولا إلى قصر بعبدا في سياق رفع العتب وإحترام البروتوكول المخصص للزيارات الديبلوماسية وعدم قطع شعرة معاوية نهائيا مع فخامة الرئيس ، وهذا الشيء سيتأكد أكثر في حال دعي عون إلى القمة العربية الشهر القادم في السعودية، وفي حال لم يتم ذلك فهذا يعني إستمرار الغضب السعودي من عون. 

إقرأ أيضا : هذا ما كتبه الموفد السعودي بعد زيارة ضريح الحريري!

أما مع الرئيس الحريري فالأمر مختلف ، حيث أن الزيارة هي تأكيد على إعادة المياه إلى مجاريها بعد اللغط الذي رافق زيارته الأخيرة إلى السعودية وهي إيعاز بطي صفحة الإلتباسات التي حصلت سابقا والتي لا يعرف عنها أحد سوى الحريري والسعودية .

وكانت دعوة العلولا للحريري بزيارة السعودية تأكيد إضافي على العودة الطبيعية للعلاقات بين الطرفين وهي ستريح الحريري كثيرا قبل الإنتخابات وستزعج خصومه السياسيين على الساحة السنية.

ولا يمكن نسيان أن الحريري بحاجة إلى إنجاح مؤتمر " باريس ٤ " أو ما يعرف ب " سيدر ١ " ، وهذا يتطلب الحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال لضخها في الإقتصاد اللبناني ، وهو بحاجة للسعودية كممول أساسي لهذه المهمة كونها أكثر البلدان تمويلا لهكذا مؤتمرات.

وفي حال نجح الحريري في إقناع السعوديين بهذه المهمة فسيترتب على ذلك نجاح المؤتمر وسيتحسن موقعه إنتخابيا وسياسيا في لبنان ، وأقله سيخفف من خسائره الإنتخابية إلى حد مقبول يضمن من خلاله أن يبقى الكتلة الإنتخابية الأكبر في المجلس النيابي القادم.

لذلك ، لا يمكن إعطاء ذات الإنطباع على الزيارة السعودية ، فهي رفع للعتب مع بعبدا وتصحيح للعلاقات مع الحريري وتأكيد على التحالف والصداقة مع جعجع وعدم قطيعة مع بري .