وضع التيار الوطني الحر في جزين - صيدا مقلق جدا والتوقعات لا تبشر بالخير
 

 

تكثر التوصيفات هذه الأيام لمعركة جزين - صيدا الإنتخابية بين من يصفها أنها أم المعارك وبين من يراها معركة رد الإعتبار لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

وإن كان باب الترشيحات لم يقفل بعد بإنتظار موعد ٦ آذار ، إلا أن مؤشرات أولية ليست نهائية بدأت تطل برأسها لترسم ملامح المعركة المرتقبة في هذه الدائرة .

فهذه الدائرة تضم ٥ مقاعد نيابية موزعين على الشكل التالي:

٢ سنة في صيدا
٢موارنة في جزين
١ كاثوليك في جزين.
في جزين هناك أغلبية مسيحية يقابلها أغلبية سنية داخل صيدا ، إلا أن هذا لا يمنع من وجود تأثير شيعي سيترك أثره على النتائج بعد ٦ أيار ٢٠١٨ موعد الإنتخابات النيابية.

وينشط في هذه الدائرة العديد من القوى السياسية كتيار المستقبل والتيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله والتنظيم الشعبي الناصري والقوات اللبنانية.

وبحسب ما تشير التقديرات الأولية ، فإن الرئيس بري يعمل جاهدا للحصول على المقعد الماروني لإيصال حليفه إبراهيم عازار نجل النائب السابق الراحل سمير عازار إلى الندوة البرلمانية.

ويعتمد بري على توحد الصوت الشيعي بعد تأكيد حزب الله أنه سيصوت لصالح عازار في هذه الإنتخابات وهذا ما يؤكده حجم الغضب الذي يبديه النائب زياد أسود من تعامل حزب الله مع ملف جزين ، على حسابه في تويتر.

وحزب الله متمسك أيضا بإيصال رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد إلى البرلمان عن المقعد السني الثاني في صيدا . 

وبالتالي هناك إستحالة لقيام أي حلف بين سعد وتيار المستقبل الذي سيحتفظ بمقعد صيدا السني الأول للنائب بهية الحريري .

إقرأ أيضا : جنبلاط يحيك تحالفاته الإنتخابية بدقة والتباعد يزداد بين أرسلان ووهاب

وعلى خط التيار الوطني الحر ، هناك مشاكل بالجملة أولها الصراع الحاصل بين النائبين زياد أسود وأمل أبو زيد والذي سيشتت الأصوات التفضيلية ما سيؤدي إلى خسارته أحد المقاعد المارونية لصالح عازار ، خصوصا أن لا جديد حتى الآن على خط المفاوضات بين القوات اللبنانية التي رشحت عجاج حداد وبين التيار الوطني الحر الذي رشح جاد صوايا.

وفي حال إستمرار وجود مرشحين متنافسين عن هذا المقعد الكاثوليكي ، فإن إحتمال إيصال أحدهما صعب ، لذلك دخلت بهية الحريري على الخط وطالبت بأن يكون هذا المقعد من حصة تيار المستقبل لصالح مرشحه عصام حداد ، وهذا يعني أن تحالفا سيركب بين التيارين البرتقالي والأزرق .

أما على صعيد القوات فهناك تفاؤل بإمكانية الحصول على المقعد الكاثوليكي لصالح عجاج حداد في حال تم الإتفاق مع التيار ، خصوصا أن المعلومات أشارت في الأيام الأخيرة أن التيار يفضّل أن يكون هذا الموقع للقوات أفضل من أن يكون للمستقبل أو للرئيس بري الذي ينوي دعم مرشح كاثوليكي على لائحة عازار، لكن هذا التفاهم بين القوات والتيار لم ينضج بعد ويبدو أنه مستبعد.

لذلك ، تتحرك الإتصالات على خطي القوات والكتائب من أجل تحصيل أكبر عدد من الأصوات التفضيلية ، إلا أن هذا الحلف أيضا لم ينضج بعد في ظل الحديث عن نية الكتائب خوض المعركة مع المجتمع المدني.

وعليه ، يبدو أن القوات متجهة للتحالف مع الجماعة الإسلامية لخوض المعركة حتى هذه اللحظة .

وكملخص لشكل التحالفات غير النهائي حتى الآن ، يبدو المشهد الإنتخابي في صيدا - جزين على الشكل التالي:

١- لائحة تضم إبراهيم عازار وأسامة سعد ومرشح كاثوليكي من المرجح أن يكون جوزيف حداد ومدعومة من حركة أمل وحزب الله .

٢- لائحة تضم بهية الحريري وعصام حداد وزياد أسود وأمل أبو زيد أو أحدهما مع إسم مرشح ماروني آخر ، والأسماء غير محسومة حتى الآن وغير معروف إذا ما أراد المستقبل أن يرشح أحد بوجه أسامة سعد ، وأيضا غير واضح إذا ما كان التيار الوطني سيسحب ترشيح زياد أسود بسبب الرفض الصيداوي له.

٣- لائحة تضم القوات والجماعة الإسلامية ، لكن بعض المعلومات تشير إلى تراجع إحتمال قيام هكذا حلف بسبب وجود تحفظات تاريخية في صيدا.

٤- لائحة تضم الكتائب والمجتمع المدني.

إقرأ أيضا : لعبة إنتخابية جديدة تمارسها السلطة ... ترشيح لوائح رديفة للتشويش على المنافسين

هذه التحالفات قد تتغير في أي لحظة ، في ظل تغير المزاج الشعبي وإختلاف التوجهات السياسية ، إلا أنه بناء على ما تقدم سيكسب التيار الوطني الحر مقعدا مارونيا وسيحصل الرئيس بري على المقعد الثاني وسيفوز أسامة سعد بالمقعد السني ، فيما سيحصل تيار المستقبل على المقعد السني في صيدا والكاثوليكي في جزين .

فهل سيرضى التيار الوطني الحر بهذه الخسارة الفادحة ؟

لا شك أن هذه النتيجة ستقلب شكل التحالفات وسيسعى التيار إلى نسج علاقات جديدة ، لذلك فإن الأمور لن تنضج إلا بعد إعلانه عن أسماء مرشحيه وإقفال باب الترشيحات .

والأمور قابلة لتغيرات جوهرية في ظل ثلاث زيارات حصلت أوحت بأن الأمور غير ناضجة ، الأولى زيارة النائب بهية الحريري للرئيس نبيه بري والثانية زيارة النائب أمل أبو زيد لرئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد والثالثة زيارة النائب زياد أسود لرئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري. 

وعلى ضوء هذه الزيارات قد نشهد تغيرات عديدة وتباعدا بين التيارين الأزرق والبرتقالي لصالح إنفتاح الأخير على البزري وخوض المستقبل معركته وحيدا في ظل معطيات تشير إلى إمكانية حصوله على أكثر من حاصل.