لم يعد خافيًا على أحد عدم وجود أثر عملي للجيش السوري في الميدان وما تبقى منه مجرد صفوف من الرتب المكرشة
 

تحترق سورية و تُدمر بنوعية ممتازة من الأسلحة الروسية الجديدة التي بهرت العالم كما قال عميد سوري متفرج على ما يجري في الغوطة ومتحمس للصواريخ التي أثبتت كفاءة عالية في إصابة الأهداف وتحقيق الانجاز التاريخي وهذا ما أكد على حضور روسيا الاتحادية القوي والكفوء في عالم الدول القادرة على هدم الكرة الأرضية بلحظات وكانت سعادة عميد الجيش السوري لا توصف وهو يصرّح لوسيلة إعلامية روسية تُرسل سمومها بواسطة هواء إذاعة لبنانية وكان الضابط القومي يُسرف في مدح الكرم الروسي بسلاح قلّ نظيره في الغرب وهو من أعاد للجيش العربي السوري المدن التي خسرها وإن كانت أنقاضاً لا همّ ما دام من دمر سيبني ومادام النظام يدفع الفواتير المطلوبة لروسيا.
يعترف العميد ويفتخر بآلة التدمير الروسيا ويهيص لها كأنها من صنع الجيش السوري الذي أكل البلد لأكثر من أربعين سنة وتبيّن أنه لا يملك آلية عسكرية بمواصفات مطلوبة فهي مجرد خردة كانت توفرها له دول البلدان الاشتراكية آنذاك وهذا ما أكدّ أن الميزانية السورية الممنوحة للمجهود الحربي كانت تمرُ الى الجيوب الأمر الذي أفضى إلى جيش فارغ من علامات القوة وغير قادر على حماية نفسه لذا حضر من حضر للدفاع عن جيش مهزوم كل همه تحقيق الأرباح سواء في السلم أو في الحرب.

إقرأ أيضًا: روسيا تُدرّس إسرائيل فنون القتل
لم يعد خافياً على أحد عدم وجود أثر عملي للجيش السوري في الميدان و ما تبقى منه مجرد صفوف من الرتب المكرشة تعبي المزيد من الثروات وبقايا جنود موزعة على حواجز مالية لا أمنية وكل من شارك في الحرب السورية يعلم ذلك ويزيد على ذلك بمشاهدات معيبة لا تليق بكلمة جيش من السرقة الى السكر و آفات أخرى جعلت منه لا دور له ولا اطمئنان عليه ولا أمان ولا عهد منه لأنه مُعد للبيع في كل شيء.
في العودة إلى الانجاز الروسي بسلاحه المُدمر للبشر والحجر كما حصل لمدن سورية وكما يحصل الآن للغوطة الشرقية يبدو سكوت العرب وتحرّك المؤسسات الدولية الخجولة أمام تعنت روسي رافض لوقف إطلاق نار القتل ضوء أخضر لإستمرار تهبيط سورية وعدم إبقاء حجر على حجر طالما أن لا حلّ في الأفق وطالما أن الدولة القائمة في سورية لن تخرج منها مما يعني أن لا مصلحة لأحد من المذكورين بالسعي الفعلي الى ممارسة ضغط حقيقي على روسيا وخاصة العرب النافذين مالياً والتي تسعى روسية جاهدة لفتح علاقات اقتصادية ثابتة معها وهم يملكون أوراق القوّة المطلوبة لجعل روسيا راضخة للشروط العربية طالما أن الموقف الروسي موقفاً معروضاً لمن يدفع أكثر.
هذا الهروب العربي ايجابي بالنسبة لهم لأنهم يحققون الأهداف التي يرونها لصالحهم دون مساهمة منهم وغايتهم تدمير بُنى السلطة وبقاء نظام هش لأسد مريض ينازع وتعبئة العرب والمسلمين ضدّ إيران وروسيا باعتبارهما الشرّ الأكبر و الأخطر من الشر الاسرائيلي وعلى كل عربي ومسلم الجهاد ضد العدوين الايراني والروسي الذابحين للشعب السوري.

إقرأ ايضًا: الغوطة يا عرب
هذه السياسة العربية هي وليدة القناعة الأميركية التي لا ترى الحلّ الاّ في الحرب وما دامت روسيا موكلة بأمر الحرب طوعاً أو قسراً لا هم ما دامت نتيجة ذلك مؤدية الى نسيان العرب للمجازر الوحشية الاسرائيلية أمام المجازر الهمجية الروسية وهذا ما سيبقي روسيا دولة إرهابية بل قائدة للدول الارهابية ولا يمكن ربط وجودها في المنطقة كدولة متقدمة ومتحضرة تبحث عن مصالح مشتركة بينها وبين دول المنطقة بل ستبقى دولة قائمة بفعل الاجرام والدمار وبواسطة الصواريخ والطائرات والثكنات العسكرية لا بفعل الشركات والمؤسسات الاستثمارية وهذا ما يفقد الروس حلمهم في منطقة أميركية وغربية طالما أنهم دخلوها كمحتلين وبقوّة الصاروخ لا بقوّة السياسة ولا الإقتصاد.
لقد جعلت أميركا من روسية في سورية دولة ارهابية بكل معنى الكلمة بل إنها غطّت على الارهاب الاسرائيلي وجعلت أميركا من بوتين شارون أي مجرم تاريخي لا يمكن تحسين صورته في العالم مهما حاول المستفيدون من الدور الروسي تلميع صورة باتت بلون الحرائق المشتعلة في الغوطة التي باتت أكثر حضوراً من مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا وغيرها من المجازر الشاهدة على إجرام و إرهاب دول كروسيا والكيان الاسرائيلي.