وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ينصح القيادة القطرية بالخروج “من حالة النكران إلى حالة إدراك للوضع الحالي الذي تعيشه
 

 تُواجَه محاولات النظام القطري التهرّبَ من استحقاق الكفّ عن دعم الإرهاب والتراجع عن السياسات المهدّدة لأمن المنطقة، بموقف صارم من قبل الدول المقاطعة للدوحة ملخّصه أن لا تراجع تحت أي ظرف عن الشروط التي كانت وضعتها كلّ من السعودية والإمارات ومصر والبحرين كأساس لإنهاء مقاطعتها والتي تتلخّص إجمالا في عدول قطر عن تلك السياسات والسلوكات مثار الخلاف.

وتتضمّن تصريحات كبار المسؤولين في تلك الدول رسائل واضحة بأنّه لا استجابة لأي مسعى، من أي طرف مهما كانت مكانته الدولية ما لم يُبن على خطوات قطرية واضحة وإجراءات ملموسة في التراجع عن دعم الإرهاب.

وحاولت قطر استدراج الولايات المتّحدة للوقوف إلى جانبها في أزمتها على أساس أنّ واشنطن تلقّت ما يكفي من تعهّدات قطرية بالكف عن دعم الإرهاب، وهو ما لا تراه الدول المقاطعة سببا كافيا لإعادة العلاقة مع الدوحة.

أنور قرقاش: دعوة قطر إلى نظام إقليمي يضم إيران وتركيا هي دعوة من لاعب ثانوي
أنور قرقاش: دعوة قطر إلى نظام إقليمي يضم إيران وتركيا هي دعوة من لاعب ثانوي
ونصح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كلمة له أمام معهد “إيغمونت” على هامش المؤتمر الدولي رفيع المستوى لدول الساحل، القيادة القطرية بالخروج “من حالة النكران إلى حالة إدراك للوضع الحالي الذي تعيشه”، مشددا على أن الدول الأربع لا تريد سوى شيء واحد هو “وقف الإرهاب”.

كما اعتبر الوزير السعودي “قطر قضية صغيرة أمام الملفات الهامة في المنطقة”، قائلا “كل ما نريده هو أن يتركونا وشأننا، وأن يتوقفوا عن استخدام منصاتهم الإعلامية للحض على الكراهية”، مضيفا “على الرغم من أن القطريين وقّعوا اتفاقيات لوقف دعم الإرهاب إلا أن ذلك لم يتم بالكامل”.

وغير بعيد عن هذا السياق، أكّد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الجمعة، مواصلة الضغط على الدوحة لكسب تنازلات في قضية دعم التطرف والإرهاب.

وذكر في سلسلة تغريدات على تويتر أنه “في خضم الجمباز السياسي (القطري) الفاقد للإيقاع والفاعلية، فإنّ لدول المقاطعة الفضل في التنازلات القطرية لواشنطن في ملف تمويل الإرهاب، وستستمر في ضغطها لتكسب تنازلات إضافية ضد التطرف والإرهاب حتى وإن جاء الحصاد عبر عواصم أخرى”.

وانتقد الوزير الإماراتي الدعوة القطرية إلى إنشاء “نظام إقليمي يضم إيران وتركيا” قائلا إنها تنطوي على إشكالية من جانبين “الأول أنّها دعوة من لاعب ثانوي، والثاني أنها تأتي كمشروع مضاد لاستعادة العرب لفضائهم”.

وشدّد على أن اللعب على التناقضات وإدارتها “والذي ميّز سياسة قطر أصبح أكثر صعوبة وتكلفة، فالتوازن بين دعم الإخوان وغيرهم من المتطرفين واستضافة قاعدة العديد العسكرية والتنازل عن السيادة لإيران وتركيا أصبح أكثر صعوبة”.