هل أصبح نجاد ديمقراطيًا بعد تاريخه الإقصائي القمعي الطويل؟
 

وجه الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد رسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي طالبه بإجراء فوري لإنتخابات رئاسية وأخرى نيابية حرة ونزيهة، وأضاف أن تلك الإنتخابات يجب أن تكون بعيدة عن المخطط الزكي الذي ينتهجه مجلس صيانة الدستور وتدخل المؤسسات العسكرية والأمنية وأن تترك الحرية للمواطنين.
إستهل نجاد رسالته بتذكير خامنئي تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها الأخير عن ضرورة الإعتذار لله والشعب على تأخر النظام في مجال العدالة ولم يحمل السلطات الثلاث التقصير حصريًا بل وضع نفسه أيضًا في موضع القابلية للإنتقاد وإستغل الرئيس نجاد الفقرة الأخيرة للمرشد الأعلى للتأكيد على أن إستعداده لتلقي الإنتقادات يجب أن يترجم إلى خطوات عملية وفورية لإصلاح البلاد بما يتلاءم مع مطالب الشعب ورضاه، ولهذا طالب نجاد المرشد الأعلى بإصدار أمر للإفراج عن جميع المعتقلين أو الملاحقين قضائيا بتهم المشاركة في الإحتجاجات أو الترويج ضد النظام أو توجيه الإنتقادات للمرشد الأعلى أو سلطات حكومية وقضائية منذ سنوات بعيدة حتى اليوم. 
وضم نجاد برسالته المفتوحة جملة من المقترحات لم يتم الكشف عنها معربًا عن أمله بإستعادة النظام ثقة الشعب المفقودة. 

إقرأ ايضًا: إحتجاجات الدراويش في طهران
طرحت تلك الرسالة المفتوحة جملة من التساؤلات فيما إذا تغيرت نظرته للجمهورية الاسلامية التي ترأسها لولايتين وكان ينوي استمرار سلطته عبر إيصال مساعده حميد بقائي المتهم بالفساد المالي الى سدة الرئاسة على غرار بوتين - مدفيدف، واذا كان كذلك فلماذا لا يبدأ من نفسه ولا يعتذر من الشعب ولم يعلن عن اكتشافه أن النظام يعاني من تلك المشاكل والنقائص؟ ثم إن أحمدي نجاد كان خلال ولايتيه يعتبر أن إيران هي أكثر بلدان العالم حرية وأكد بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات 2009 التي أعقبتها إحتجاجات واسعة في أغلب المدن الإيرانية على أن الإنتخابات في إيران نزيهة لا يشوبها خلل وأن الذين يحتجون على نتائج الإنتخابات هم زعران وفوضويون. 
فماذا الذي تغير فجأة؟ هل أصبح نجاد ديمقراطيًا بعد تاريخه الإقصائي القمعي الطويل؟ أم يريد الهروب من المسؤولية في ملفات الفساد التي ارتكبها هو مباشرة أو مساعدوه ومقربوه؟ كيف تحولت إيران وهي أكثر بلدان العالم ديمقراطية وحرية إلى دولة تصادر الحريات وتسجن المعارضين وفق الرجل؟!

إقرأ أيضًا: مسؤول إيراني سابق: موسى الصدر كان يستحق الإعدام
إن الإستراتيجية التي إتخذها أحمدي نجاد لإنقاذ نفسه ومساعديه السابقين استراتيجية دقيقة وداهية حيث أنه قادر على سرقة شعار الآخرين الذين كان يختلف معهم حتى وقت قريب وسلبهم واغتنام أسلحتهم الأيديولوجية والسياسية، إنه تجسيد لشخصية روبين هود مع فارق يمكن في أن الأخير كان يسرق أموال الأثرياء ويوزعها بين الفقراء ولكن نجاد يسرق أفكار الآخرين وقضاياهم الإيديولوجية ويعلن إمتلاكه له.
ألا يتذكر نجاد أن قادة الحركة الخضراء الإيرانية في العام 2009 طالبوا المرشد الأعلى بإعادة الإنتخابات بشكل نزيه حتى تتبين الحقيقة ويهدأ سخط الشارع الدي كان يتهم أحمدي نجاد بالتزوير؟
 نجاد هو أكبر المتهمين بالتزوير في نتائج الإنتخابات في تاريخ إيران، فهل من المعقول أن يصبح مدافعًا عن الإنتخابات الحرة؟ لا أحد يصدق منه.