حصل موقع "الجديد" على مقطع فيديو يظهر فيها شابّ يرقد في المستشفى مصابًا بجروح، ويقول إن عناصر بلدية الحدث قاموا بالإعتداء عليه بالضرب بالعصي لأنه دخل في شارع بعكس السير. 
 
ويقول الشاب نجيب أبو فخر في الفيديو: "كنت مارًّا على إشارة الحدث، واضطررت الى سلوك طريق بعكس السير إذ لا يوجد طريق آخر غيره، عندما دخلت هاجمي عناصر من شرطة البلدية وحصلت شريعة بيننا، لا أعرف على ماذا! ثم تهجّموا على السيارة وضربوني بالعصي. الآن كتفي مكسور وأنا داخل الآن لمعالجته". 
 

تعليقًا على ما حصل، ينفي رئيس بلدية الحدث جورج عون أن يكون عناصره اعتدوا على أحد، ويقول في اتّصال مع موقع "الجديد": "هذا الكلام مرفوض. نحنا لسنا ميليشيات لنعتدي على الناس، نحن شرطة مدرّبة ومنظّمة... نحن البلدية الوحيدة التي تحترم المواطنين والناس لكن من يعتدي على الشرطة يكون هو من لا يملك أي أخلاق ولم يدخل الى المدرسة"، ويتابع قائلاً: "ماشي بعكس السير وبدّو يضرب شرطي لأنه نظم محضرًا في حقه". 
 
وفي سرده لما حصل، يقول عون: "في حوالى الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، دخل شاب في عكس السير فحضر عنصر البلدية لتسطير محضر ضبط في حقه، فترجّل الشاب من سيارته ومعه عصا حديدية واعتدى على العنصر بالضرب على رأسه، وعندها ردّ العنصر ضاربًا الشاب ووقع الإشكال"، ويضيف: "العنصر الآن في المستشفى والشاب حضر الصليب الأحمر ونقله الى مستشفى آخر". 
 
ويشير رئيس البلدية الى أن المكان فيه كاميرات مراقبة يمكن الرجوع اليها، لافتًا الى أن عناصر المخابرات حضرت الى المكان واستمعت الى إفادت حوالي 10 شهود كانوا موجودين لدى وقوع الحادثة، ويقول: "يبدو أن الشاب كان ثملاً بحسب ما وردني".
 
تنصّ المادة 74 من قانون البلديات في لبنان، في المرسوم الإشتراعي رقم 118 الصادر عام 1977، على أنّ جهاز الشرطة في البلديات يتولى بطلب من رئيس البلدية "كل ما يتعلق بتأمين السير وتسهيل التجول في الشوارع والساحات والطرق العمومية وكل ما يتعلق بالتنظيف والإنارة ورفع الأنقاض والأقذار". وتنصّ الفقرة 38 من المادة نفسها على أنّ الشرطة البلدية تتمتع بصفة الضابطة العدلية، وأن "رئيس البلدية يتولّى شؤون الأمن بواسطة الشرطة، ولها أن تطلب مؤازرة قوى الأمن الداخلي عند وقوع أي جرم أو احتمال حدوث ما يهدد السلامة العامة وأن يباشر التحقيقات اللازمة".
 
لكن ماذا لو لم يكن عناصر البلدية يلتزمون هم أنفسهم بقانون السير؟! فقد حصل موقع "الجديد" على صورة لأحد عناصر البلدية المذكورة وهو يخالف قانون السير، مستخدمًا درّاجة ناريّة غير مسجّلة ولا تحمل لوحة، وذلك في المكان والوقت الذي وقع فيه الإشكال. 
 
يؤكد رئيس بلدية الحدث أن عناصره لا يخالفون القانون، وعلى الرغم من إخباره بأمر الصورة التي في حوزتنا، ينفي الأمر ويكرّر ويؤكّد: "مش صحيح"!