أثارت الكاتبة المصرية منى الطحاوي المقيمة في الولايات المتحدة، سجالات واسعة بعد إطلاقها حملة مستوحاة من نظيرتها الهوليوودية #Metoo تتحدث من خلالها بعض السيدات المسلمات عن التحرش الذي تعرضن له خلال أدائهن مناسك الحج في مكة المكرمة، وهو ما دفع شخصيات ومواطنين سعوديين وعرب لطرح تساؤلات حول مدى إمكانية مراقبة "شخص مريض" يتحرش بالسيدات لحظة الطواف حول الكعبة، والتي يختلط فيه الرجال والنساء، ومدى واقعية تخصيص حراسة لكل امرأة تؤدي هذه الشعائر المقدسة.

وأثار توقيت هذه الحملة شكوكا وتساؤلات حول أهدافها، خاصة وأنها جاءت مع انطلاق الاستعدادات لموسم الحاج للعام 2018، واستدعاء الكاتبة قصة "تحرش" تعود الى نحو 35 عاما مضت، قالت إنها تعرضت لها وهي في سن الخامسة عشر، أي في عام 1982. 

ونشرت الطحاوي، وهي كاتبة لها آراء جنسية جريئة، مقالا على موقع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قالت فيه: "في بداية هذا الشهر قامت الشابة الباكستانية سابيكا خان بالكتابة على حساب (الفايسبوك) الخاص بها عن تجربة مريعة مرت بها في مكة المكرمة، حيث تعرضت للتحرش الجنسي أثناء قيامها بالطواف حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام، رداً على ما قامت خان بنشره بدأت مئات السيدات المسلمات بالكتابة عن خبراتهن المشابهة أثتاء قيامهن بالحج، وتم مشاركة ما كتبته خان أكثر من 2000 مرة".

وأضافت الطحاوي في مقالها الذي نشر على الموقع الأميركي مساء أمس: "لمساندتها، بدأت هاشتاغ #MosqueMeToo (أنا أيضاً في المسجد) وشاركت على (تويتر) خبرتي الشخصية مع التحرش أثناء أداء الحج. في خلال يومين تم إعادة تغريد ما كتبته آلاف المرات، وتم مشاركته باللغات الإندونيسية والعربية والتركية والفرنسية والألمانية والإسبانية والفارسية على نطاق لم أره من قبل".

وعلق الكاتب السعودي محمد السلمي، رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع تويتر قائلا: "سمة الطواف والسعي خلال موسم الحج والعمرة هي الازدحام الشديد. ما الذي يمكن القيام به تجاه شخص مريض مندس بين ضيوف الرحمن وقد قدم ربما لأداء النسك؟ هل يتم حماية كل امرأة برجل أمن أو يتم الفصل بين الرجال والنساء بالحرم؟ الأول مستحيل والثاني عندما اقترحه أحدهم قام الإعلام الغربي ولَم يقعد".

بدورها، قالت الصحافية السعودية عبير مشخص ل"النهار": لم أتعرض انا ولا أي امرأة من معارفي لمثل هذا الموقف، ولكن الحج يجتمع فيه الملايين من جميع أنحاء العالم وقد يكون هناك أشخاص منحرفون. الازدحام الشديد قد يمنح الفرصة لمن تسول له نفسه خرق قدسية المكان والمشاعر، ولكن في اعتقادي اذا حدثت مثل هذه التصرفات فإنها تظل حالات فردية".

وقال حسن الزايدي، المتخصص في العلاقات الدولية: "تقول إنها تعرضت للتحرش أثناء أداء شعيرة الحج -ومنذ سنين عهد إبراهيم عليه السلام بما فيها السنة التي حجت فيها الطحاوي وملايين النساء يحججن إلى جنب الرجال لم يصدر أن واحدة منهن اشتكت من التحرش. ثم إن هناك 3 ملايين حاج من 230 جنسية تأتي إلى الحج كل عام، فهل الكل تحرشوا بها؟".

ومن مصر هاجمها أحمد سرحان، وهو كاتب ومعلق سياسي مهتم بشؤون الشرق الأوسط، في تغريدة له "تويتر": "حدث يشارك فيه ٣ ملايين إنسان، ثم تأتي الطحاوي لتكتب عن وقائع شاذة، نسبتها لن تتعدى الواحد بالمليون، فهو تشويه للحج بالتأكيد".

وقال مواطنون سعوديون إنه فور تعالي الصخب حول الحملة، بحثوا على غوغل عن اسم الكاتبة، فوجدوا أنها "ادعت التعرض للتحرش مرات، منها مرة مصر عام 2011".

وأبدى رجال الأعمال السعودي منذر آل الشيخ مبارك تعجبه، وقال: "يظهر أن منى الطحاوي فرع التحرش في خطط الخبثاء، للتذكير منى الطحاوي ادعت عام ٢٠١١ إبان (...) ٢٥يناير أن الشرطة المصرية تحرشت بها ، واليوم يلجأ الإخوان لترويج نفس الحيلة على الرعاع في تحريضهم ضد الحرمين وأمنه!!".

وهاجمت ربى طه ما قالته الطحاوي، معتبرة أنه كذب، وقالت: "كذب و افتراء... لله الحمد اعتمرت عدة مرات ولم أشعر بالأمان التام إلا في الحرم رغم الزحام الشديد. هيبة و قدسية الحرم طاغية على كل شيء. حتى عناصر الأمن في الحرم المدني و المكي ما في ألطف و أطيب منهم بالتعامل كان شباب ولا بنات".

(ياسر خليل)