حذّرت صحيفة الإيكونومست البريطانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أنقذ جيشه الرئيس السوري بشار الأسد، من تداعيات تدخله في سوريا، منطلقةً من إسقاط الجيش السوري مقاتلة إسرائيلية من طراز أف-16 يوم السبت الفائت
 

وفي تقرير حمل عنوان "الأمور لا تسير على ما يرام"، اعتبرت الصحيفة أنّ إرسال إيران طائرة من دون طيار إلى الجولان وإسقاط الجيش السوري الطائرة الإسرائيلية في الجولان حادثتان تحملان رسالتيْن: تفيد الأولى بأنّ الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة يُحتمل لها أن تكون أخطر، أمّا الثانية فبأنّ روسيا مضطرة إلى البقاء في سوريا في الوقت الذي يدور القتال فيها.

وعلى الرغم من تأكيد الصحيفة أنّ إيران وإسرائيل كانتا تختبران حدود بعضهما البعض وأنّهما لا تريدان حرباً مفتوحة، حذّرت من أنّ وقوع مواجهات جديدة بين إسرائيل وإيران بات شبه مؤكد مع تقدم الجيش السوري والمقاتلين المدعومين إيرانياً من الجولان المحتل.

وفي هذا الإطار، شدّدت الصحيفة على "صعوبة الوضع الروسي"، نظراً إلى أنّ موسكو قد تضطر إلى الاختيار بين تل أبيب وطهران إذا ما حصل تصعيد، شارحةً بأنّ روسيا وإيران أصبحتا حليفتيْن وبأنّ علاقة طيبة تجمع بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبأنّ روسيا قبلت بالضربات الإسرائيلية التي طالت "حزب الله"، شرط عدم تهديدها بقاء النظام السوري.

وتابعت الصحيفة بأنّ نفوذ بوتين على اللاعبين الآخرين في سوريا محدود، متحدّثةً عن فشل مؤتمر "سوتشي" وعن التوترات التي اندلعت بين كلٍ من إيران وتركيا خلاله.

وفيما ألمحت الصحيفة إلى أنّ الكرملين يرغب في إيجاد مخرج من سوريا، استبعدت حصول ذلك عما قريب، علماً أنّ استطلاعاً للرأي أظهر مؤخراً أنّ أقل من ثلث الناخبين الروس يؤيدون استمرار العمليات العسكرية في سوريا.

إلى ذلك، تناولت الصحيفة خسارة الولايات المتحدة الأميركية نفوذها في سوريا بسبب "ضعف نظر" الرئيس الأميركي باراك أوباما وخلفه دونالد ترامب في ما يتعلق بالنزاع الدائر فيها، قائلةً: "إذا انهار الرهان الروسي في سوريا، ينبغي للولايات المتحدة أن تشعر بقليل من الراحة".

وعليه، أكّدت الصحيفة أنّ روسيا تجد أنّ الأمور تجري بصعوبة أكبر مما توقعت.