أكد وزير الشؤون الإجتماعية بيار بوعاصي ان "تصريحات وزير الخارجية الأميركية ريكس تلرسون لم تلق صدى داخل مجلس الوزراء ولا جديد في الموقف الاميركي تجاه "حزب الله" فمن المعروف ان واشنطن تعتبره منظمة ارهابية، ولكن المعروف ايضا ان "الحزب" جزء من الحياة السياسية في لبنان وهذا واقع قائم". 

وقال: "مواقف تيلرسون لم تلق صدى في الحكومة وان كنا نحن كـ"قوات" نرفض وجود اي سلاح غير شرعي خارج إطار الدولة. وإشكاليتنا الاساسية مع "حزب الله" هي في سلاحه بالاضافة الى تأثيره على السياسية الخارجية وارتباطه بإيران وطرحه الايديولوجي. لا علاقة على المستوى السياسي بيننا وبين "حزب الله" ولكن على المستوى الشخصي هناك تواصل أكان في مجلس الوزراء او مجلس النواب".

وعن موضوع الغاز، شدد بو عاصي عبر قناة "المستقبل" ان "لبنان متمسك بسيادته وحدوده وهذا امر بديهي وواجب وطني وفي طبيعة الحال "القوات اللبنانية" كحزب سيادي تتمسك بذلك". 
وقال: "لدينا الحدود البرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة وبلوكات النفط والملفات الثلاث مترابطة. ونحن متمسكون بحقوق لبنان وبالتالي اذا كان هناك اي اشكاليات حول هذه الملفات فلتطرح الامور وفق الاطر القانونية والدولية المعنية ولكن المبدأ هو التمسك بالسيادة وبالثروات الوطنية. الطرف الاميركي قد يلعب دور الوسيط في حل هذه الاشكاليات ولكنه لا يستطيع ان يقرر عنا. طالبنا في جلسة مجلس الوزراء امس الاستعانة بخبراء قانونيين وعلميين لشرح مسألة الحدود والترسيم لنأخذ موقفا واضحا مبنيا على اساس علمية".

وردا على سؤال في شأن التعيينات التي شهدتها الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، أوضح موقف "القوات"، قائلا: "نحن بالتأكيد مع التعيينات، لأن هناك شواغر عدة في الادارات تؤخر عمل المؤسسات، ولكن الاشكالية هي لماذا تطرح تعيينات بهذا الحجم من خارج جدول الاعمال، بغض النظر عن كفاءة الاسماء المطروحة وأهليتها. الخطوة دستوريا جائزة ولكنها غير محببة سياسيا لأنها تعطي انطباعا كأن هناك تمريرا لشيء. كيف يطلب منا كوزراء الموافقة على تعيينات غير مطلعين عليها. اطلعنا عليها في وقت مسبق وعرض السير الذاتية للاشخاص امامنا. نحن مصرون ان آلية التعيينات التي اعتمدت في عهد حكومة الرئيس سلام هي الافضل بحيث يطرح ثلاثة اسماء لكل منصب ويختار مجلس الوزراء واحدا منها. صحيح ان هذه الآلية غير ملزمة ولكنها منطقية". 

وردا على سؤال، قال: "على الرغم من وجود أجحاف في حق القوات في هذا الموضوع، الا ان الاساس هو استمرارية المؤسسات".

وفي ملف الكهرباء، أشار بوعاصي الى ان "حزب "القوات" اول من طرح موضوع الكهرباء عند مناقشة الموازنة ومستمر على موقفه، لأن عجز الموازنة نتيجة عجز الكهرباء هو مليار ونصف مليار دولار".
وقال: "الكهرباء "سلة مفخوتة" والحل يجب ان يكون مستداما، وعند تأمين الكهرباء بشكل دائم يجب رفع الدعم عن الكهرباء. طرح توليد الطاقة عبر الرياح والطاقة الشمسية ولم نعترض، كما طرحت المحطات العائمة والبرية وعرض حل البواخر نحن لسنا ضد، انما يجب ان يراعي استقدامها الاصول من خلال استدراج العروض واللجوء الى دائرة المناقصات. وعلى الهامش أشير الى ان دولا كثيرة في العالم رفعت الدعم عن الكهرباء وحولت المبالغ التي كانت مخصصة لدعم المحتاجين وانا كوزير شؤون اجتماعية ادعو الى ذلك".

وعن التحالفات في الانتخابات القادمة، أكد بو عاصي ان "أساس تحالفات "القوات" يرتكز على الثوابت السياسية التي تؤمن بها، والمفاوضات لتحديد التحالفات شاقة وصعبة لأن القانون جديد". 

وتوقف عند مهرجان "البيال"، قائلا: إن "القوات" تمثلت بوفد كبير لأن الذكرى كبيرة ورفيق الحريري رجل كبير كان له حضور سياسي على المستوى الوطني والسني، ويمكن ملاحظة التماهي بين قواعد "القوات" و"المستقبل" من خلال حماسة جمهور "المستقبل" عند سماع كلام الحريري عن "القوات" خلال المهرجان". 
وأكد "صحة ما نشر عن ان التحالف قائم مع "المستقبل" في بعلبك - الهرمل، وان مع "الاشتراكي" التقارب كبير جدا بين قواعد الطرفين التي تطالب القيادات بالتحالف وهكذا تحالفات هي الاصلب لأنها نابعة من القواعد". 
وأشار الى ان "التواصل قائم دائما مع "التيار" و"الكتائب" و"المردة" بغض النظر عن التحالفات". وقال: "الاساس مع "التيار الوطني الحر" مبني على ورقة التفاهم والتواصل دائم في هذا الاطار، ولكن بالطبع لم ولن نكون حزبا واحدا واللعبة الديمقراطية تأخذ مداها".

أضاف: "إن الانتخابات الديمقراطية يجب ان تعكس الى حد كبير الاحجام ولكن في كل دول العالم لطبيعة قانون الانتخابات تأثير. لا احد يستطيع ان يسيطر على اللعبة السياسية في لبنان لمدى طويل فهي قائمة على تحالفات وتكتلات طابعها سياسي وظرفي، ووهج السلاح لن يدوم".

وأخيرا، وبعدما قدم بو عاصي التعازي بوفاة الام وطفلها من آل عيتاني جراء انهيار مبنى امس، تطرق الى ملفات وزارة الشؤون، فقال: "تركيزنا اليوم على برنامج "دعم الاسر الاكثر فقرا" ولدينا 44000 عائلة بحال الفقر المدقع، وللاسف ثلث اللبنانيين بحالة الفقر جراء الوضع الاقتصادي الصعب". 
وردا على سؤال، قال: "من دون شك موضوع النزوح السوري ساهم في زيادة الفقر". 
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية ان "تخفيض موزانة وزارته 20% سيكون ضربة قاسية لكل المحتاجين في لبنان، فهذه الموازنة لا تشكل سوى 1% من موازنة الدولة والقسم القليل للرواتب". 
واشار الى انه مع تخفيض الموازنة في وزارات اخرى ليست على تماس كوزارة الشؤون مع المحتاج".