نشرت صحيفة دير شتاندارد النمساوية تقريرًا سلّطت خلاله الضوء على زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الشرق الأوسط، حيث من المقرر أن يلتقي بعدد من الأطراف الفاعلة في المنطقة
 

وقالت الصحيفة إن تيلرسون، تجاهل إسرائيل خلال زيارته إلى منطقة شرق الأوسط. وقد استهل تيلرسون جولته في الشرق الأوسط يوم الاثنين بزيارة مصر، ومن ثم سينتقل إلى كل من الكويت والأردن ولبنان ليحط الرحال يوم الجمعة في تركيا.

وأكدت الصحيفة أن هذه الزيارة كانت مقررة قبل أن يتبادل الجانبان السوري والإسرائيلي الغارات الجوية. ويوم الثلاثاء، وصل وزير الخارجية الأميركي إلى الكويت ليشارك في مؤتمر "إعادة إعمار العراق". وفي كلمة ألقاها على هامش هذه القمة، دعا تيلرسون الدول المانحة إلى المساهمة في إعادة إعمار العراق دون أن يحدد قيمة المبلغ الذي ستقدمه بلاده في هذا الغرض، خاصة أن الولايات المتحدة تسعى في المقام الأول إلى الحيلولة دون عودة تنظيم "داعش" إلى العراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن إعادة إعمار العراق أمر حتمي لاسيما أن إبرام الصلح بين مختلف طوائف الشعب العراقي يتطلب توفير المال. ومن جهته، لا يعير الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اهتماما كبيرا لمسألة إعادة إعمار العراق.

وأوضحت الصحيفة أن الدولة المنضوية تحت التحالف الدولي ضد "داعش" تركز جهودها على كيفية بسط نفوذها في كل من سوريا والعراق بعد انسحاب المجموعات المتطرفة منهما. وبعد سنة من تولي ترامب مقاليد الإدارة الأميركية، اتضح أن سياسته حيال سوريا ضبابية نوعا ما. في المقابل، يبدو أن بقاء حوالي ألفي جندي أميركي في شرق نهر الفرات لا يهدف إلى منع "داعش" من العودة إلى هناك فحسب، بل إلى احتواء المد الإيراني وممارسة ضغوط على النظام السوري.

وأفادت الصحيفة أنّ بعض الدول العربية، على غرار المملكة العربية السعودية، قد أعربت عن تأييدها لترامب، على خلفية موقفه العدائي تجاه إيران، متغاضية في الوقت نفسه عن مواقف الإدارة الأميركية المتذبذبة حيال دول الخليج.

وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي قد دعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى الوحدة، في حين فتحت واشنطن قنوات الحوار مع قطر في شهر كانون الثاني الماضي. على هذا الأساس، يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية قوضت الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أجل عزل قطر وتشديد الحصار عليها.

وأضافت الصحيفة أن الأردن ولبنان يمثلان آخر محطات جولة تيلرسون في منطقة الشرق الأوسط. وأوضحت أن تيلرسون سيؤكد للحكومة الأردنية أن بلاده لا تؤيد موقف اليمين الإسرائيلي الذي يرفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، خاصة وأن الأردن يحتضن عددا كبيرا من الفلسطينيين. من جهة أخرى، ستبرم كل من الولايات المتحدة الأميركية والأردن اتفاقا بشأن تمديد اتفاقية تعاون دفاعي بينهما، علما وأن الأردن يعد حليفا موثوقا به بالنسبة لواشنطن.

وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة وزير الخارجية الأميركي في لبنان ستكون أكثر صعوبة خاصة وأن بلاده تدعم الجيش اللبناني لتجعله في نفس قوة "حزب الله". علاوة على ذلك، تلعب واشنطن دور الوسيط بين تل أبيب وبيروت في الخلاف الحدودي الدائر بينهما.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سيستقبل تيلرسون الخميس. في الأثناء، قد ينفذ الرئيس التركي تهديده تجاه الجنود الأميركيين المتواجدين في مدينة عفرين، ما يعني أن تركيا ستكون أصعب محطة في جولة تيلرسون الشرق أوسطية.