تؤدي الطاقة دورًا متميزًا في هذا المحور الجيو إقتصادي حيث أن إيران وروسيا وقطر يملكن ما يفوق 60 ٪؜ من إحتياطي الغاز في العالم
 

هناك معالم لتكوين محور جيو إقتصادي جديدة للشرق الأوسط بعد إعلان القضاء على داعش من قبل إيران تلاها اجتماع ثلاثي إيراني روسي تركي. وبالرغم من أن تركيا عضو في إتحاد الحلف الأطلسي إلا أن الخلاف مع الولايات المتحدة الذي بدأ منذ محاولة الانقلاب الغولنية الفاشلة المدعومة أميركيا واشتد خلال وقوف أمريكا مع الأكراد السوريين تسبب في اتجاه تركيا نحو روسيا نكاية بأمريكا. 
وأعطى هذا الاتجاه ثماره في صفقة منظومة الدفاع الجوية مع روسيا ثم صفقة تأسيس المنشآت النووية التي تصل قيمتها إلى 20 مليار دولارًا. 
وتعمق الخلاف أو الشرخ بين تركيا والكيان الصهيوني بعد دعم الصهاينة محاولة بازاني الفاشلة بإعلان الاستقلال. 

إقرأ أيضًا: دورة الألعاب الأولمبية تعتذر من إيران
إتهم أردوغان الكيان الصهيوني بالوقوف وراء إستقلال كردستان بل وبالتخطيط له. هذا الشرخ بين تركيا وبين كل من أمريكا والكيان الصهيوني رافقه إنفصال تام بين المملكة العربية السعودية وقطر مما أحدث شرخًا داخل خيمة مجلس تعاون دول الخليج وإرتفاع منسوب التوتر بين دول الخليج العربية، دفع بقطر إلى التقرب من إيران ومنذ بدء التوتر بين السعودية وقطر شهدت العلاقات التجارية والإقتصادية بين إيران وقطر ازديادًا ملحوظًا وملأت إيران الفراغ الناتج عن قطع العلاقات التجارية بين السعودية وقطر كما تحولت إيران الى الممر الجوي الوحيد الذي تمكنت قطر من خلاله كسر الحصار العربي. 
بموازاة ذلك لم تتمكن السعودية من حسم المعركة مع الحوثيين في اليمن كما أخفقت في خلق معادلة جديدة في لبنان عبر استخدام ورقة الضغط على الرئيس سعد الحريري. 
أما فلسطينيًا يمكن تسجيل انتصار للمحور الإيراني الذي جاء عبر تكرمة ترامب لإيران وليس لإسرائيل التي اعترف ترامب بسيادتها الكاملة على القدس عبر قرار نقل السفارة الأميركية إليها. 

إقرأ أيضًا: مسؤول إيراني سابق: موسى الصدر كان يستحق الإعدام
إقتصاديًا تؤدي الطاقة دورًا متميزًا في هذا المحور الجيو إقتصادي حيث أن إيران وروسيا وقطر يملكن ما يفوق 60 في المائة من إحتياطي الغاز في العالم وتأتي أهمية الغاز من أنه سيكون مصدر لنصف إجمالي طلبات الطاقة في العالم خلال فترة 25 عامًا مقبلة. 
تلك الدول الثلاث سوف تتمكن من توجيه الأنابيب الغازية انطلاقا من قطر ووصولًا إلى أوروبا مرورًا من إيران وتركيا ويبدو أن هذا المشروع أكثر واقعية من المخطط السابق لمد أنابيب الغاز من قطر إلى السعودية ثم إلى الأردن وسوريا أو العراق وصولا إلى تركيا التي هي بوابة أوروبا. 
يضاف إلى ذلك الأمن والإستقرار اللذان تتمتع بهما إيران يجعلها في موقع متميز إضافة إلى أنها  تشكل مفترق الطرق بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. 
المحور الروسي الإيراني التركي يتقدم ويظهر نفسه كلاعب مهم جدا في ملتقى القارات والبحار والأديان والإقتصاديات. 
فيه الغاز والنفط والأيديولوجيات والأعراق. 
فأين العرب؟