توفي إيلي، والسبب عضة كلب، فما هو داء الكلب؟ وما أعراضه؟ أنواعه؟ وكيف يمكن معالجته؟
 
"إيلي سعد نافعه هو ذاك الشاب الذي انتظره والداه 11 عامًا حتى رزقهما الله به، وبعد 21 عامًا تعرض إيلي لعضة كلب يعود لجاره أصابته في وجهه ويده، عند الساعة الخامسة من صباح الثامن من كانون الثاني عندما كان عائدًا إلى منزله في شكا، بقي على أثرها شهرًا في غرفة العناية المركزة في مستشفى الجعيتاوي، يصارع "داء الكلب" الذي انتشر في جسمه حتى ضرب أعضاءه الرئيسية واحدًا تلو الآخر، إلى أن أسلم الروح، ورحل ليل الجمعة الماضي".
 
فما هو "داء الكلب"؟ وما أعراضه؟ أنواعه؟ طرق الوقاية وكيف يمكن معالجته؟
إن التعرض لهجوم حيوان مصاب بحمى الكلاب الفيروسية تعرض الشخص المصاب للكثير من المخاطر التي إن لم يتم إسعافها بسرعة تسبب الوفاة، فما بالك عن الحيوانات المسعورة المنتشرة في الشوارع اللبنانية. 
 
 
تعريفه:
هو مرض فيروسي معدٍ، يسبب الوفاة بصورة شبه دائمة في أعقاب ظهور الأعراض السريرية، وتنتقل العدوى بفيروس داء الكلب إلى الإنسان عن طريق الكلاب الداجنة في نسبة تصل إلى 99 في المئة من الحالات، إلا أن هذا الداء يمكن أن يصيب الحيوانات الداجنة  والبرية على حد سواء، وينتشر داء الكلب لدى الإنسان بعد التعرض للعضّ أو الخدش عن طريق اللعاب عادة.
 
أعراضه:
قد تتشابه الأعراض الأولى لداء الكلب مع مرض الأنفلونزا وقد تستمر لأيام، وقد تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:
- الحمى
- الصداع
- الغثيان
- القيء
- الهياج
- القلق
- التشوش
- فرط النشاط
- صعوبة البلع
- زيادة إفراز اللعاب
- الخوف من الماء (رهاب الماء) بسبب صعوبة البلع
- حالات الهذيان
- الأرق
- شلل جزئي.
 
أنواع داء الكلب: 
 
ينقسم داء الكلب إلى نوعين:
- داء الكلب الهياجي: يظهر على المصابين به علامات فرط النشاط ورهاب الماء (الخوف من المياه) إضافة إلى رهاب الهواء (الخوف من التيارات الهوائية أو الهواء الطلق) أحيانًا، وتحدث الوفاة نتيجة توقف القلب والتنفس بعد مرور بضعة أيام.
 
- داء الكلب الشللي: يمثل نحو 30% من مجموع الحالات البشرية، تُصاب العضلات تدريجيًا بالشلل انطلاقًا من موضع العضّة أو الخدش، وتتطور ببطء حالة غيبوبة ومن ثم الوفاة، ومعظم هذه الحالة يتمّ تشخيصها بصورة خاطئة ممّا يساهم في نقص التبليغ عن المرض. 
 
الوقاية
 
1- القضاء على داء الكلاب لدى الكلاب
داء الكلب مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات، ويعتبر تطعيم الكلاب الإستراتيجية الأعلى مردوداً للوقاية من إصابة الناس بداء الكلب، ويحد تطعيم الكلاب من عدد حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب ومن الحاجة إلى العلاج الوقائي بعد التعرض للداء في إطار رعاية المرضى الذين يتعرضون لعضات الكلاب.
 
2- التوعية بشأن داء الكلب والوقاية من عضات الكلاب
تعتبر أنشطة التثقيف بشأن سلوك الكلاب والوقاية من العضات التي تستهدف الأطفال والبالغين على حد سواء امتدادًا أساسيًا لبرنامج للتطعيم ضد داء الكلب ويمكن أن تخفض معدلات الإصابة بداء الكلب لدى الإنسان والأعباء المالية الناتجة عن علاج عضات الكلاب، وتشمل أنشطة التوعية المتزايدة بخصوص الوقاية من داء الكلب ومكافحته في المجتمعات المحلية التثقيف والإعلام بشأن مسؤوليات أصحاب الحيوانات الأليفة وسبل الوقاية من عضات الكلاب وتدابير الرعاية الفورية بعد التعرض لعضة، وتزيد المشاركة وملكية البرنامج على مستوى المجتمعات المحلية تأثير الرسائل الرئيسية والإنتفاع بها.
 
3- التمنيع الوقائي لدى الإنسان
توجد لقاحات مضادة لداء الكلب البشري من أجل استخدامها قبل التعرض للداء، ويوصى باستخدام هذه اللقاحات لدى الأشخاص الذين يمارسون بعض المهن شديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء والأشخاص الذين قد تؤدي بهم أنشطتهم المهنية أو الشخصية إلى الاحتكاك المباشر بالخفافيش أو الحيوانات آكلات اللحوم أو غيرها من الثدييات التي يحتمل إصابتها بالعدوى.
ويوصى أيضًا بالتمنيع قبل التعرض لداء الكلب لدى المسافرين الذين يقصدون المناطق النائية الموبوءة بالداء، ويجب تمنيع المغتربين والأشخاص المسافرين لفترات طويلة الذين يقصدون المناطق الشديدة التعرض لخطر الإصابة بداء الكلب إذا كانت فرص الحصول على المنتجات البيولوجية المضادة لداء الكلب محدودة، كما يجب أيضًا أن يؤخذ في الإعتبار تمنيع الأطفال الذين يقيمون في المناطق النائية الشديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء أو يزورون هذه المناطق.
 
العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب
 
العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب هو العلاج الفوري المتاح لشخص بعد تعرضه لداء الكلب بسبب عضة، ويقي هذا العلاج من دخول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي مما يسبب الموت الوشيك، ويتمثل العلاج فيما يلي:
- تعقيم الجرح جيدًا وعلاج الجرح الموضعي في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للداء.
- الحصول على سلسلة من جرعات لقاح فاعل وناجع مضاد لداء الكلب وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
- إعطاء الغلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب في حال التوصية بذلك.
والحصول على العلاج اللازم يحدّ من مضاعفة الأعراض وحدوث الوفاة، لذلك من المهم جدًا تلقي العلاجات الموصى بها، وقد حددت منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب غاية عالمية تتمثل في "تحقيق انعدام حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب لدى الإنسان بحلول عام 2030".