إلصاق تُهم العمالة ببعض المرشحين لأنهم خارج الحزب أو التنظيم هو إفتراء صريح وكذبُ مؤكد
 

مع بداية الموسم الإنتخابي ذهب كل مرشح إلى إطلاق ماكينته الإنتخابية ليعلن من خلالها برنامجه الإنتخابي إلى الملأ، وقد أتاح القانون الجديد كما غيره من القوانين الإنتخابية لأي مرشح أن يعلن برنامجه بالأطر والأساليب التي يراها مناسبة إعلاميا، ومن بين هذه الأساليب لجأ مرشحون كثر إلى منصة مواقع التواصل الإجتماعي كـ "الفايسبوك وتويتر" كونها أقرب إلى الجماهير وتحتل صدارة إعلامية شعبية قد لا تكون متوفرة في وسائل إعلامية أخرى.
والحق يُقال أن بعض المرشحين يمتلكون رؤية نهضوية وإرادة قوية في التغيير نحو الأفضل وفقا لهدف واحد هو الإنماء ورفع الحرمان، والوقوف إلى جانب الشعب الذي ملّ الرهانات السابقة والوعود التي لم تأت إلا بالمزيد من الأزمات والخيبات، هذا الشعب الذي يتطلع اليوم إلى بدائل تحقق حاجاته ورغباته المعيشية والإجتماعية والإنمائية وغيرها.

إقرأ أيضًا: كلام في الإنتخابات: ماذا فعل لكم التكليف الشرعي؟
نشط بعض المرشحين على صفحاتهم في المواقع المذكورة وسط تفاعل كبير، واعتبرت هذه الصفحات منصات حوار بين المرشح والناخب كلٌّ حسب منطقته، ليتبين من خلال ذلك أن ثمّة وعيٌ جديد وكبير لدى شريحة كبيرة من المواطنين، وثمة توجه إلى المحاسبة الجدية والحقيقية لكل الحقبة السابقة، وثمة أمل وتفاؤل عبرت عنه هذه الشرائح بوعي ومسؤولية باعتبار المرحلة القادمة فرصة كبيرة للمحاسبة والتغيير.
والصفحات عينها تتعرض لهجمة شرسة ومنظمة من شرائح وأجهزة حزبية معروفة، لأن هذا المرشح أو ذاك لا يلبي رغبة وتطلعات هذه الجهات الحزبية، والهجمة بالطبع سببها سياسي كيدي، والتهمة الجاهزة دائما هي تهمة العمالة والتخوين بأسلوب بالٍ ورخيص لا يلجأ إليه هؤلاء إلا نتيجة الضعف والخواء والفراغ والإفلاس، ولا يلجأ إليه هؤلاء إلا لإنعدام الحجة والمنطق، لأن الوقائع تثبت وبالعين المجردة فشلهم الذريع في تقديم أي حلول لأيِ من الأزمات التي اجتاحت وما زالت تجتاح البلاد خلال كل تلك السنوات الماضية التي  استولوا فيها على مقدرات الدولة والوطن.

إقرأ أيضًا: خزان المقاومة يشكو نوابه
والجهات الحزبية هذه على يقين بأن بعض المرشحين أمام فرصة حقيقية وجادة للتأثير وأمام إرادة حقيقية للتغيير فتبثّ أكاذيبها بتضليل إعلاميّ مقصود هدفه التشويه والإلتفاف على أي محاولة تريد أن تجتاز زواريب السياسة إلى العمل الحقيقي باتجاه الإنماء والتغيير والوقوف إلى جانب المواطن كإنسان وليس كسلعة كما يريدها الحزب أو الزعيم أو التيار.
يخافون المرشح الحر لأنه قوي ولأنه خارج الإنتماء ولأنه خارج رهاناتهم ولأنه كذلك يستطيع أن يفعل الكثير لمنطقتة ومواطنيه وأهله، دون منّة ولا مقابل، دون منّة المقاومة وشعاراتها التي لم تعد تفيد في زمن القحط والفقر والعوز والغلاء وأزمات البطالة والإقتصاد والموت أمام المستشفيات، دون منّة التحرير لأن التحرير الحقيقي هو تحرير الإنسان من البؤس والحرمان وتحريره من أن يكون سلعة في بازارت سياسات التبعية الرخيصة.
إن إلصاق تُهم العمالة ببعض المرشحين لأنهم خارج الحزب أو التنظيم هو إفتراء صريح وكذبُ مؤكد هو برسم الحُجاج المؤمنين وأصحاب العمائم والقيادات، ولكن ماذا تفعل مع قيادات لا ترى ملكوت الله إلا في أحذية الزعماء؟
أليس فيكم رجل رشيد يوقف هذه المهزلة؟ وإنكم تعلمون أن التنافس هو لخدمة الناس وخدمة أهلنا وشعبنا، وأن هذا التنافس شريف ونظيف خارج إصطفافاتكم ومحاوركم السياسية الداخلية والخارجية.