جدد العلامة الفقيه السيد علي الأمين رفضه مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري واعتبر سماحته ان المشاركة في القتال الدائر في سوريا سيشعل نار الفتنة الطائفية في لبنان ويفجر المنطقة , ودعى العلامة الأمين إلى الرجوع السريع لمشروع الدولة وتنظيم موضوع السلاح وقيام الدولة بمسؤولياتها في بسط سلطتها الكاملة على كل الاراضي اللبنانية ما يؤدي الى ترسيخ الوحدة الوطنية بين كل مكونات الشعب اللبناني وبالتالي ليقوم لبنان بدوره الرسالي في تخفيض التوترات المتصاعدة في المنطقة .
وحول مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا رأى العلامة الامين ان لا مصلحة لحزب الله في استعداء الشعب السوري كما ان مشاركة الحزب في هذه الحرب لا تنسجم مع المباديء الدينية التي تفرض الوقوف الى جانب المطالب والحقوق المشروعة للشعب السوري واعتبر سماحته ان مخاطر الوقوف الى جانب النظام السوري لن تقتصر على حزب الله وحده بل سوف تشمل لبنان كله وإن حزب الله بمشاركته في هذه الحرب هو يستدرج الاحداث السورية الى الساحة اللبنانية  في ذلك الخطر الكبير والشر المستطير على لبنان والمنطقة واعتبر سماحته ان لا مبرر شرعيا لمشاركة الحزب في هذه الحرب وان ساحة الجهاد ليست في مقاتلة الاهل والاشقاء .
وحول مشاركة إيران في دعم النظام السوري إنتقد سماحة السيد علي الامين هذا التناقض الإيراني في التعاطي مع ثورات الربيع العربي حيث تعلن إيران وقوفها مع الشعوب ضد الانظمة في غير مكان بينما هي لم تقف الى جانب الشعب السوري ووقفت الى جانب النظام بشكل واضح ما ادى إلى اهتزاز صورتها في الشارع العربي .
وردا على سؤال حول مصادرة القرار الشيعي قال سماحة السيد الامين كنا من أول الرافضين لربط الثنائي الشيعي مصير الطائفة ومستقبلها بالحسابات الاقليمية وما زلنا من الرافضين لذلك رغم الصعوبات التي واجهتنا وتواجهنا وما زلنا من الناصحين للثنائي الشيعي أمل وحزب الله بضرورة الابتعاد عن الارتباط بالمحاور الاقليمية وهو ما الحق الضرر بالطائفة الشيعية في علاقاتها مع شركائها في الوطن ومع محيطها العربي ورفض سماحته اختزال الطائفة الشيعية بالرأي الواحد .
وفي تعليقه على الإحتقان الطائفي والمذهبي اعتبر سماحة السيد الامين   الوضع في لبنان قابل للإصلاح وللبعد عن التأثر بما يجري في المنطقة خصوصاً الأحداث السورية إذا تلاقت جهود المسؤولين فيه والقيادات على حوار جدي يبعد لبنان عن مجريات الأحداث ويحصل ذلك من خلال الاتفاق على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها, وأما إذا بقيت التجاذبات بين الأطراف على حالها فإن الأمور ستزداد سوءاً خصوصاً إذا استمر ضعف الدولة القائم, فإن هذا مما يساعد على نمو الحالات الخارجة عن القانون وظهور حركات التطرف وهذا ما ينذر بأخطار كارثية على الدولة والمجتمع.
وفي سؤال حول حركة الشيخ احمد الاسير قال سماحته : نحن نتفهم الأسباب المعلنة التي تدعو الشيخ الأسير إلى التحرك وإن كنا نسجل اعتراضنا على الأسلوب الذي يعتمده.

فنحن كنا ومازلنا من المطالبين بأن تبسط الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة على كل الأراضي اللبنانية وبانتظام السلاح في مؤسسات الدولة وخضوعه لقوانينها, ومن المعلوم أن الدعوة إلى هذه المطالب خصوصاً إذا كانت صادرة من رجل الدين يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وبالابتعاد عن الأساليب التي تزيد من التشنج والاحتقان.

                                                                                                                                                                                                                            تقرير كاظم عكر