نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرًا تحدّثت فيه عن 5 نقاط أساسيّة في الإشتباك الإسرائيلي مع إيران وسوريا
 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الإشتباك العابر للحدود بين القوات الإسرائيلية من جهة والقوات الإيرانية والسورية من جهة أخرى، نهار السبت الماضي كان تصعيدًا كبيرًا وإنذارًا للذين يصبّون اهتماهم على الحرب السورية، حول اتجاهات أخرى في الإستراتيجية الإيرانية وللذين يعتقدون أنّ التفوق الإسرائيلي "لا يُقهر " في الأجواء.

فقد أسقطت إسرائيل طائرة إيرانيّة مسيّرة، وتبعها إسقاط الدفاعات الجويّة السورية لمقاتلة إسرائيلية، ثمّ تطوّرت الأحداث لتردّ إسرائيل بعدد من الضربات في الأراضي السورية.

أولاً: ليست النهاية.. إنّما البداية

مع تراجع حدّة الحرب السورية، ينشأ صراع جديد بين إيران التي يبدو أنّها تريد تأسيس قاعدة سورية دائمة لتهديد إسرائيل، وإسرائيل المصمّمة على منع طهران من تحقيق هذا الهدف، والحكومة السوريةالتي أظهرت ثقة في استهداف المقاتلات الإسرائيلية، وفقًا للصحيفة الأميركيّة.

وقال أوفير زالزبيرغ، المحلّل في مجموعة الأزمات الدوليّة: "نحن نرى إعادة بتشكيل قواعد اللعبة. سوف نشهد المزيد من الإحتكاك بين الأطراف مع بلوغ الرئيس السوري بشار الأسد حدود التفوق بمواجهة المعارضة. ولا نتوقع أن يتراجع أي طرف في الصراع الجديد".

وفيما تسعى إسرائيل إلى منع إيران و"حزب الله" من تهديدها، قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي جيورا ايلاند "إنّ إيران لا تريد أن يذهب عملها من أجل الأسد في سوريا سدى أو أن تعيد قواتها الى إيران".

ثانيًا: إسرائيل لوحدها لا يمكنها وقف إيران في سوريا

وأضافت الصحيفة نقلاً عن إيلاند أنّ إسرائيل تمكّنت من منع بعض الدول القريبة منها من إنشاء مصانع نووية، إلا أنّها لم تمنع أحدًا من بناء قوة عاديّة. وقال إيلاند: "ما باستطاعة اسرائيل فعله هو معاقبة الأسد أو الحكومة السورية بسبب بناء المصانع الإيرانيّة"، مضيفًا: "لقد دمّرنا بعض الأهداف السورية، الأمر الذي شكّل بعض التوتّر بين الأسد والإيرانيين، فالرئيس السوري غير مهتم بالوجود الإيراني، وهو لا يستطيع القول لا لطهران، ولكن يمكن أن يعتمد على روسيا لمساعدته". ورأى أنّه مع فتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لملف الإتفاق النووي مع إيران، يمكن أن تحاول إسرائيل إدراج مخاوفها الأمنية في المفاوضات الجديدة.

ثالثًا: واشنطن تركّز انتباهها في مكان آخر

في السياق عينه، تركّز الولايات المتحدة، الحليف الأهم بالنسبة لإسرائيل، على هزيمة "داعش" في وسط وشرق سوريا، وهذا الأمر لا يتصدّر أولويات المخاوف الإسرائيلية.

وهنا قال مدير عام وزارة الإستخبارات الإسرائيلية شاغاي تزورييل: "على الولايات المتحدة رعاية الإنتباه لتحذيرات إسرائيل حول الأطماع الإيرانية في سوريا".

رابعًا: لا يمكن أن تبقى روسيا على الحياد

وتابعت الصحيفة بالإشارة الى أنّ روسيا لعبت بخبرة في سوريا حتى الآن، بحسب استراتيجيين إسرائيليين، وتعاونت مع إيران في مساعدة النظام السوري، ولكنّها تتواصل مع الإسرائيليين للسماح لهم بالتصرف عسكريًا ضد إيران والنظام السوري.

وأضافت أنّه مع اشتداد الصراع، سيصبح من الصعب أن تحافظ موسكو على الحياد والسريّة. وبرأي تزورييل: "يريد الروس الحفاظ على إنجازاتهم في سوريا، ويدركون أنّ الوجود العسكري الإيراني وحزب الله في سوريا لديه إمكانيّة تدمير جميع الغنائم الروسية".

ويعرف الأسد أنّ روسيا طوّرت قدرات الأنظمة المضادة للطائرات في سوريا والتي لم تُنشر من أجل حمايته. ومن جهتها، تعلم إسرائيل أنّ روسيا تحكم السيطرة على الأجواء السورية، وعلى الرغم من ذلك لم تُبلغ إسرائيل بوجود الطائرة بدون طيّار الإيرانية. لذلك من المتوقع أن تعدّل روسيا بموقفها في المستقبل.

خامسًا: المقاتلات الإسرائيلية لم تعد "لا تُقهر"

إعتادت إسرائيل على أنّ "لا أحد في المنطقة يمكن أن يهدّد سلاحها الجوي"، أمّا الآن فيسعى الأسد لتحقيق المزيد من الإنجازات مثل إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، وفقًا للصحيفة.

من جهته، قال عاموس يلدين، قائد طائرة سابق في سلاح الجو الإسرائيلي والذي رأس معهد الدراسات الأمنيّة الوطنيّة في تل أبيب "إنّه أمرٌ صعب أن نرى مقاتلة بقدرات متطوّرة تُسقطها صواريخ قديمة".