فتحت جريمة عربصاليم، يوم أمس، العيون مجددا على ما يُسمى بـالسلفيّة الشيعيّة في لبنان، بعد همود امتد لأكثر من 30 عاما. فبعد مقتل عماد محمد حسن على يد محمد فواز ببارودة صيد، وهو مندوب لمرجع ديني مقيم في إيران يدعى أحمد النجفي- تداول الاعلام الحديث عن جماعة تقول بتأليه الامام علي وبعقائد منحرفة، تصل الى حد رفع ووجوب العبادة عن المؤمن.
 

لأول مرة سمع الشيعة في لبنان بهذه الجماعة عبر شخص من بلدة مشغرة البقاعية يدعى “ابو علي حوراء”، كان يقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الرويس،  اما مسؤولهم فهو ابو بشار، وقد قتل كما قيل على يد حزب الله نهاية ثمانينات القرن الماضي كونه كان المسؤول العسكري فيه، بعد انتشار افكاره المنحرفة، بين عدد من الشباب.

اما المجموعة الجديدة التي ظهرت امس بعد جريمة قتل عماد حسن فلها املاكها في الجنوب ومتمركزة في عربصاليم، وصربا التي تبعد حوالي 12 كيلومتر عن عربصاليم.

ويقول مصدر مطلّع في مدينة النبطية، لموقع جنوبية، على اطلاع على الاجواء الشيعية ان “هؤلاء هم  داعش الشيعة، ويهود الامة، وحزب الأمير، وهم على علاقة بالشيرازيين. لكنهم لا يصلوّن ولا يصومون، ولا يؤدون الواجبات الدينية”.

في المقابل، يرى محلل سياسي، قريب من حزب الله، رفض الكشف عن اسمه، ان “هؤلاء عبارة عن حزب سريّ لا بُنية حزبية له، وهم يدّعون حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. ومن هنا عرفوا باسم “حزب الأمير”. ويضيف “لقد فؤجنا بوجودهم، ولم يكن متوقعا ان يكونوا موجودين حتى اليوم”.

من جهة ثانية، يقول الشيخ زيد فرحات، ابن بلدة عربصاليم، ان “الموضوع صحيح، وهم جماعة منظمة، ومسؤولهم هو الشيخ احمد النجفي في إيران. اما مسؤولهم في لبنان فهو الشيخ محمد فواز، وهو يقيم في بلدة الغازية. وهم من خارج البلدة، من بلدة الغسانية، وقد طوقهم اهالي البلدة امس مع اهالي الشهيد عماد حسن. والشهيد كان قد كسب دعوة قضائية ضدهم بعد خلاف على املاك وعقارات، علما أنهم ليسوا من البلدة، وهم غرباء، ويشكلون افرادا وجماعات، وهم الى اليوم عبارة عن مجموعة صغيرة. هم لم يشتروا الارض، بل وضعوا يدهم عليها. ويملكون حوزة في بلدة صربا المجاورة، انهم “داعش الشيعة”. فهم يألهون الامام علي، ويرون ان الروح حلّت فيهم، ويسقطون العبادات عن أنفسهم، ويصل الى مستوى الايمان الى انهم يؤمنون انه من غير المطلوب منهم العبادة”.

ويضيف الشيخ زيد فرحات ان “تمويلهم يأتي من ايران، وهم لا يخيفون، لكنهم ينتشرون بين “الزعران”.  ولا معلومات تفصيلية عنهم، وهذا الكلام هو كلام مجالس، اما انتشارهم فناتج عن انه عند اشتداد المصائب تتعلق الناس بالخرافات. وكل الخرافات تؤدي الى ان يصير الفكر الشيعي منحرفا. وهذا كله عبارة عن تزوير للتاريخ، فهم لا يفهمون معنى الامامة التي هي كالمرجع، وليست إلها. فالفكر الشيعي قائم بناء على فقه الامام جعفر الصادق”.

 

بالمقابل، قالت احدى الزميلات من بلدة عربصاليم، بعد تأكيدها للأحداث، ان “حركة أمل طردتهم من البلدة، وقد ألقيّ القبض على محمد فواز، مع العلم ان هناك خلايا في البلدة، وهم ينتشرون بسرعة لان المشايخ متلّهون بالنساء. وكل التوجهات لدى هذه المجموعة قريبة من توجهات الشيرازيين، حيث يؤمنون بعدم وجوب الصلاة او الصيام، مع اعتقادهم بحليّة تبادل النساء. وهم ليسوا بكثر.

وتتابع “الخطر هو في تأثّر الناس بهم بسبب انتشار التعصب المذهبي، اضافة الى بذلهم للمال. وهم مشهورون باشاعة الفساد دعما لفكرتهم القائلة بتعجيل ظهور الامام المهدي. واللافت غياب أي دور لحزب الله، فهو يذهب الى سوريا ليقاتل في حين ان جبهته الداخلية مضروبة. فهؤلاء يشكّلون خطرا على المنطقة، وهم منتشرون بين عربصاليم وعرب الجل، وهي منطقة يقطنها سنّة فقراء، وهي شبه نائية، لكنهم لا يشكلون خطرا أمنيّا على حزب الله، وإلا لما كانوا انتشروا بهذه الكثافة”.

اما الشيخ محمد علي الحاج، فيرى ان “هؤلاء يعبّرون عن نوع من المغالاة، وكانوا قد ظهروا في منطقة الرويس بالضاحية سابقا”.

في حين يرى الشيخ أحمد طالب ان “هؤلاء ليسوا منضوون بحالة واحدة، وليسوا من المجموعة نفسها، وهم موجودون منذ 30 سنة”.

اما رئيس إحدى البلديات في اقليم التفاح، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ”جنوبية” ان “هؤلاء جماعة معروفة ومراقبة وحركتهم مريبة، علما ان القتيل هو شخص منهم، اراد الانسحاب فقتلوه. ونتيجة الخلاف على العقارات تخلّصوا منه. والى اليوم لا معلومات تفصيلية عنهم، لكنهم غير متروكون. فهناك مباني باسمهم كما انه اقفال حوزتهم بعد هذه الحادثة، فقد وضعت القوى الأمنية يدها عليهم، وهم جماعة منحرفة”.

 

ويضيف المسؤول البلدي “مع الاشارة الى ان علي شمس الدين ليس منهم، بل هو معاد لهم، وهو ابن الشيخ عبدالكريم شمس الدين.

وحتى الان غير معروف ان كان هؤلاء من جماعة حزب الامير او هم جماعة جديدة. فهم يعتبرون الامام علي إلها، كما انهم مشهورون بتبادل النساء فيما بينهم.

وبعد هذه الاتصالات المكثفة بابناء المنطقة، تبيّن ان الجميع لا يعلم عن هذه الجماعة أكثر مما نُشر حتى اليوم. وهنا تظهر خطورة انتشار جماعات ذات فكر غريب دون حسيب او رقيب.. فبماذا يتلهى المعنيون، سواء الاحزاب او الفعاليات او القوى الامنية؟