أثارت تصريحات الفارسي إمتعاضا واسعا في الأوساط الثقافية والإعلامية والسياسية في إيران، وطالب نجل شقيقة الإمام الصدر المدعي العام بالرد المناسب
 

يقول النائب السابق في البرلمان الإيراني جلال الدين الفارسي إن "موسى الصدر كان يستحق الإعدام  لأنه طالب بالوحدة مع المسيحيين وكان يتردد على الكنائس ودعا الآباء المسيحيين إلى الصلاة في المساجد ولهذه الأسباب كان يستحق الإعدام ولكننا رأينا أن الرجل لا قيمة له أو لقتله، ثم قتله القذافي".
ثم عبر الفارسي عن تقديره لمعمر القذافي الذي اعتبره رجلا عظيما وداعما للحركات التحررية والمناهضة للاستعمار مضيفا بأن العلاقة الودية التي كانت تربطه بالقذافي مدعاة للشرف والاعتزاز.
ويبرّر جلال الدين الفارسي قتل السيد موسى الصدر بأن الأخير كان يتهم القذافي بأنه رجل بلا دين وكل من كان في موقع القذافي كان يتعامل مع الصدر بنفس الطريقة.

إقرأ أيضًا: إيران: إنجاح الإتفاق النووي شرط للحوار مع أمريكا
تلك التصريحات جرت على لسان سياسي محافظ إيراني يعيش حاليا في طهران وكان من المقربين للإمام الخميني قبل الثورة الإيرانية وعضو في حركة الحرية الإيرانية وقضى سنوات في سجون الشاه قبل الهروب الى بيروت (1979) وارتبط بمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح فيما بعد كبير المناضلين الإيرانيين الهاربين إلى لبنان وحلقة وصل بين الخميني وياسر عرفات. وبعد انتصار الثورة الإيرانية في العام 1979 أصبح فارسي من رموز النظام ورشحه حزب الجمهوري الإسلامي للرئاسة إلا أن الكشف عن جذوره الأفغانية حال دون ترشيحه، ثم أصبح نائبا لمدينة طهران في البرلمان لولايتين وكان عضوا لمجلس الثورة الثقافية التي تشكلت عقيب انتصار الثورة واستهدفت أسلمة وثورنة الجامعات الإيرانية.
يؤكد المسؤولون الإيرانيون الكبار منذ أربعة عقود على جديتهم في متابعة مصير الإمام المغيب موسى الصدر وتشكلت منذ أكثر من عقدين من الزمن لجنة برلمانية إيرانية للكشف عن ملابسات قضية الصدر كما أن هناك جهودًا يبذلها جهات لبنانية وخاصة حركة أمل والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وصلت إلى تشكيل محكمة بإيطاليا، مؤخرًا تم خطف أحد أبناء القذافي في لبنان، إلا أن تصريحات جلال الدين الفارسي جاءت مفاجأة جدا ومثيرة للتساؤلات حيث إنها تتجه نحو التأكيد على مقتل الإمام الصدر وهوية القاتل ثم الدفاع عن القاتل وتبرير الجريمة التي ارتكبها عبر تكفير الإمام الصدر.

إقرأ أيضًا: روحاني يعطي ضوء أخضر للولايات المتحدة والسعودية
أثارت تصريحات الفارسي إمتعاضًا واسعًا في الأوساط الثقافية والإعلامية والسياسية في إيران، وطالب نجل شقيقة الإمام الصدر المدعي العام بالرد المناسب على تلك التصريحات التي تتنافى والقرار الأخير الذي توصلت اليه اللجنة الرسمية اللبنانية الليبية وأكدت عليه السلطات الإيرانية بأن الإمام الصدر ما زال على قيد الحياة.
تملصت السلطات الليبية السابقة في عهد القذافي حتى الآن من الإدلاء بأي معلومة تتصل بمصير الإمام الصدر، ويبدو أن تصريحات النائب السابق الإيراني جلال الدين الفارسي هي الأهم منذ اختطاف الصدر في العام 1978 وسوف تتحول إلى محور لجدال عميق في إيران ولبنان من شأنه أن يكشف عن رؤس الخيوط فيما تتعلق بقضية الإمام الصدر وأكثر، حيث أنها ستكشف عن الإصطفافات والمجابهات التي جرت في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين بين جماعة الصدر وبينهم إيرانيون من أمثال مصطفى شمران وإبراهيم يزدي وبين المناضلين الإيرانيين الهاربين من سجون الشاه من أمثال الفارسي ومحمد منتظري كان لديهم علاقة وثيقة بمنظمة التحرير الفلسطينية وامتد الصراع بين الفئتين واشتد بعد انتصار الثورة الإيرانية.
ذاك الصراع يدخل مرحلة جديدة عبر تصريحات جلال الدين الفارسي الأخيرة.