هل نجحت الضغوط الأميركية على إيران في الوصول إلى غاياتها ؟
 

 
أظهرت إيران على لسان مساعد وزير الخارجية في الشؤون السياسية عباس عراقجي أولى الإشارات للقبول بالتفاوض بشأن الملفات التي تريد الولايات المتحدة فتحها وهي مشروع الصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة. 
قال عراقجي خلال مقابلة مع صحيفة رويترز في باريس: " إنهم ( أوروبا وأمريكا) يريدون من إيران الدخول في تباحث حول القضايا الأخرى ، إن ردنا واضح. حولوا الإتفاق النووي إلى تجربة ناجحة ثم نقبل بالتفاوض معكم. "
وأكد عراقجي على أن انجاح الاتفاق النووي هو شرط ضروري لبدء التفاوض بشأن أنشطة إيران الإقليمية وبرامجها الصاروخية الباليستية. 

إقرأ أيضا : البيت الأبيض: ترامب توصل لقناعة بأن الاتفاق النووي مع إيران صفقة سيئة
هذا وإن الجهاز الدبلوماسي الإيراني حتى الأيام الأخيرة كان يؤكد على رفضه لأي حوار حول برنامج إيران الباليستي حيث أن الصواريخ الباليستية هي أداة للدفاع المشروع عن الشعب الإيراني. 
وفي وقت سابق نقلت وسائل إعلان غربية عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها قولها بأن ممثلين لإيران وعدوا بتقليص مدى الصواريخ الإيرانية ولكن وزارة الخارجية الإيرانية نفت تلك الإدعاءات. 
يبدو أن إيران إحتفظت ببرامجها الباليستية لتجعل منها مادة للتفاوض حتى تتمكن من بيع أي تنازل فيها للطرف الآخر وبالمقابل الحصول على إمتيازات جديدة أو إبقاء الإتفاق النووي. 
وإذا كان خضوع إيران للقيود الأوروبية بشأن مدى صواريخها أمرا معقولا ومنطقيا إلا أن التفاوض بشأن أنشطتها الإقليمية يمثل بحد ذاته نقلة نوعية في مواقفها حيث أنها دفعت المليارات من الدولار على دعم محور المقاومة وتكبدت خسائر بشرية هائلة وتعتبر أنها هي المنتصرة في مشاريعها الإقليمية. فهل تستعد إيران للتضحية بانتصاراتها الإقليمية وإنجازاتها بغية إنقاذ الاتفاق النووي من الهجوم الشرس الذي أطلقه الرئيس الاميركي دونالد ترامب عليه واصفا إياه بأنه أسوء إتفاق ممكن ، مهددا بالخروج منه. 
حتى الآن كانت وزارة الخارجية الإيرانية تنفي ما اعتبرتها أكاذيب وشائعات الغربيين فماذا تفعل ازاء موقف المساعد السياسي لوزير الخارجية؟ هل نجحت الضغوط الأميركية على إيران في الوصول إلى غاياتها أم لن يرضى الرئيس ترامب بما هو أدنى من إعادة النظر في نص الاتفاق النووي؟
 الجواب عن هذه الأسئلة بحاجة إلى أيام قليلة.