والدة الشهيد أحمد جرار: ابني مش بس هز أمن إسرائيل، هز الكيان كله
 

"ما شاء الله عنه، متدين وبيرفع الرأس، ابني أحمد فخر لفلسطين، وهو مش ابني لحالي، هو ابن فلسطين كلها، وطلب الشهادة ونالها الحمد لله.
أحمد رفع رأس بلدو بأكملا وأنا فخورة في، أحمد مش بس هز أمن إسرائيل، هز الكيان كله.
كنت دايمًا بس أدعيله وأقول يا رب أنت خلقتنا وأنت تدبرنا يا الله، استودعته لرب العالمين، وربنا اختاره الحمد لله، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها يا الله".
بهذه الكلمات المؤثرة نعت والدة أحمد نصر جرار (22 عامًا)، إبنها الذي استشهد فجر أمس الثلاثاء 6 شباط 2018، خلال عملية عسكرية للإحتلال الإسرائيلي في بلدة اليامون غرب مدينة جنين في الضفة الغربية.

من هو أحمد نصر جرار؟

هو أحمد نصر جرار ابن 22 عامًا  حاصل على شهادة جامعية في إدارة المستشفيات، وهو ابن الشهيد القائد في حركة حماس نصر جرار، الذي استشهد بعد محاولات فاشلة لإغتياله عام 2002، ورغم إعاقته الجسدية وقطع رجليه استمر في المقاومة حتى يوم اغتياله.
وبالعودة لأحمد، الذي هدم بيته عام 2002 عقب اغتيال والده الشهيد نصر جرار، فلقد عمل كأي شاب عادي لكسب قوت يومه في بقالة، لعدم عثوره على وظيفة تناسب مؤهلاته الجامعية. 
خرج أحمد من بيته ربما دقائق قبيل هجوم الإحتلال، ولم يعرف عنه سوى الهدوء الشديد وانشغاله بعمله، ولم يسبق له أن حمل السلاح للإستعراض، ما يجعل هذه الشخصية المقاومة مربكة للإحتلال، بل تحولت شخصية أحمد إلى نموذج للجيل الشاب المقاوم في منطقة جنين.

إقرأ أيضًا: القدس عاصمة فلسطين الأبدية

أحمد جرار شهيدًا... بعد أن واجه الإحتلال وحيدًا

منذ شهر تقريبًا وتحديدًا في 9 كانون الثاني، وقوات الإحتلال الإسرائيلي، تطارد الشاب أحمد جرار المتهم بقتل المستوطن الحاخام رازيئيل شيبح (35 عامًا)، الذي مارس أبشع أنواع التنكيل والأذى بالفلسطينيين بإطلاق النار عليهم وعلى ممتلكاتهم ومنازلهم، بالقرب من مستوطنة "حافات جلعاد" المحاذية لمدينة نابلس.
وفي 19 كانون الثاني، سردت صحيفة "يديعوت أحرنوت الإسرائيلية" تفاصيل العملية العسكرية التي قام بها جيش الإحتلال ليلة الخميس 18 كانون الثاني في مخيم جنين، والتي كانت تهدف بشكل أساسي لإعتقال المسؤول الأول عن عملية قتل المستوطن الأخيرة في نابلس، وقالت الصحيفة إن عددًا من الجيبات العسكرية الإسرائيلية، شقت طريقها قبل منتصف الليل بقليل إلى داخل مخيم جنين، مضيفة أن "الآليات الإسرائيلية كانت تهدف للوصول إلى منازل أربعة من أعضاء حركة حماس، يعتقد أنهم منفذو عملية قتل الحاخام رزئيل شيفح"، وذكرت الصحيفة أن القوة التي نفذت العملية هي وحدة "يمام" الإسرائيلية، وكانت معززة بوحدات أخرى من الجيش الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنه في البداية اقتحمت القوات الإسرائيلية منزلين واعتقلت فلسطينيين من الخلية، إلا أنه خلال اقتحام البيت الثالث وقعت اشتباكات "نارية قاسية" من مسافة قصيرة، واستخدم خلالها المقاتل الفلسطيني مسدسًا.
وفي 3 شباط، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن جيش الإحتلال الإسرائيلي حاصر منزلًا  في قرية الكفير بمدينة جنين، كان يعتقد أن "أحمد جرار" تواجد فيه، وطالبه بتسليم نفسه عبر مكبرات الصوت، وانسحبت آليات الإحتلال من مدينة جنين بعد عملية عسكرية استمرت لساعات، وفشلت مجددًا في اعتقال الشاب جرار، وحاصرت قوات الإحتلال منذ صباح السبت، بلدة عقابا وقرية الكفير المجاورة لها وفرضت طوقًا على المنطقة ومنعت الدخول والخروج منها، وقد داهمت قوات الاحتلال عدد من المنازل في بلدة برقين قضاء جنين، واعتقلت الأسير المحرر مبروك جرار وشقيقيه مبارك ومصطفى، والأسير المحرر إبراهيم عبيدي.
والأحد 4 شباط، اعتقلت قوات الإحتلال الإسرائيلي الأحد، 11 مواطنًا من بلدتي أبو ديس وحزما في مدينة القدس المحتلة، هذا وقد داهم جنود الإحتلال منازل في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس، واعتقلت تسعة مواطنين، هم: يزن دندن ومحمد خالد شرف، ومنير سمير صلاح، وأحمد حسن عريقات، ومحمد نافذ جفال، ومحمود شاكر حلبية، وصلاح البو، وسليمان عريبة، وأحمد عريقات.
وذكر جيش الاحتلال أن عملية "ملاحقة أحمد جرار قائد خلية إطلاق النار في نابلس لا تزال مستمرة في مسارين، الأول استخباراتي والثاني عملياتي، لأجل القبض عليه وعلى من ساعده".
وفجر أمس الثلاثاء 6 شباط، استشهد الشاب أحمد نصر جرار خلال مواجهة مع قوات الإحتلال الإسرائيلي في قرية اليامون قضاء جنين بالضفة الغربية المحتلة.
أحمد الذي كان يعلم أن طريق "العبث بأمن إسرائيل" ومستوطنيها يتفرّع إلى ثلاثة خيارات: الإعتقال، المطاردة، الشهادة، لكنه سلك الدرب غير آبهٍ للنتائج.
فرحت إسرائيل أمس بما سمّته إنجازًا، لكنها تعلم جيدًا أن جيشًا بكامله، ومعه أجهزة أمنية وتكنولوجية متقدمة في الرقابة والمتابعة، طاردوا "الشبح" كما لقبه الفلسطينيون في منطقة تخضع لحكمهم، وقد أخفقوا في الوصول إليه أربع مرات على الأقل، ليستشهد بطريقة تشهد أنه رفض المذلة، وأن الذي أُذِلّ هو "الكيان الإسرائيلي" المكسور على أعتاب بندقيته.