لا بأس في ذلك، ولعلّ السيد نوح فيه خيرٌ وبركة لهذا البلد أكثر من حكّامه ومسؤوليه
 

أولاً: اجتماعات القصر الرئاسي القاتمة...

مشهد اجتماع الرؤساء الثلاثة في القصر الجمهوري لا يبعث عند المواطنين ارتياحاً ولا اطمئناناً، ولا يفكُّّ مغيصاً، فالاقطاب الثلاثة تنادوا للاجتماع والوفاق استعداداً لخوض الانتخابات النيابية، والتي تعيدهم إلى دهاليز المجلس النيابي. أمّا مشهد الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية على أبواب القصر المسيّج بالاسلاك، والذين يرفض صهر الرئيس توظيفهم خلافاً للدستور والقانون، فمشهدٌ يقمط القلب ويدعو إلى مطّ الشفتين ورسم علامة تعجّب بعرض إصبعين كاملين. ولا يبقى بعد ذلك ما يدعو للغبطة والسرور والفخر سوى اكتشاف عشيرة آل زعيتر عودة نسبها الشريف للأسرة الهاشمية، وتحديداً للإمام عليّ بن أبي طالب، ويتصدر المشهد "السيد" نوح زعيتر، فيعلن أحد أبناء العشيرة ومرافقيه: الإمام علي هو الجدّ الثالث والثلاثين للسيد نوح عليه السلام.

إقرأ أيضا : بعد خبر مداهمة منزله ومصادرة الكبتاغون.. نوح زعيتر يخرج عن صمته

ثانياً: الحيّة التي دخلت الجنّة...

لا بأس في ذلك، ولعلّ السيد نوح فيه خيرٌ وبركة لهذا البلد أكثر من حكّامه ومسؤوليه، فهذا علي بن منصور (صاحب أبي العلاء المعري) التقى وهو يضرب سائراً في الفردوس بحيّاتٍ يلعبن، يتخافقن ويتثاقلن، فيقول: لا إله إلاّ الله! وما تصنع حيّةٌ في الجنّة؟ فيُنطقها الله، جلّت عظمته، فتقول: أما سمعت في عمرك بذات الصفا، الوافية لصاحب ما وفى، (وهي حيّة اشتهرت بوفائها لصاحبها بعد أن اعتدى عليها)، وهي قصّة طويلة يمكن مطالعتها في رسالة الغفران للمعرّي، ودخلت الجنة لوفائها.أمّا ما يدعو للعجب العجاب أنّ حيّةً أخرى قالت: إنّي كنتُ أسكنُ في دار الحسن البصري (إمام أهل البصرة ت سنة ١١٠هج)، فيتلو القرآن ليلاً، فتلقّيتُ منه الكتاب من أولّه إلى آخره.

إقرأ أيضا : نوح زعيتر بطل الفيسبوك...

ثالثاً: بعض العزاء للُّبنانيّين...

حيات يلعبن ويتماقلن(يسبحن) في الجنة، وإحداهنّ عرضت على إبن منصور أن يُقيم عندها برهة من الدهر، (فإنّي إذا شئت انتفضتُ من إهابي "جلدي" فصرتُ مثل أحسن غواني الجنّة، لو ترشّفت رُضابي لعلمت أنّه أفضل من الدرياقة) ،لغة في الترياق.فلا ضير بعد ذلك، في رجوع معظم "مشايخ" المجلس النيابي لاحتلال مقاعدهم التي اعتادوا عليها، فالحيّة التي أخرجت أبونا آدم من الجنة، عادت ودخلتها، وها هي تدعوه لينام في حضنها، ويترشّف رضابها، بعض العزاء، أفضل من التّفجُّع والعويل.