والحقد حينما تكون خلفيته دينية يصير من أخبث أنواع الحقد الذي يقود صاحبه إلى التلذذ والإستمتاع بكل مصيبة يقع بها المحقود عليه مثلي!
 

قال لي لولا وجود الإمام المهدي لساخت الأرض بأهلها!
قلت له لولا الإمام لساخت الأرض بأهلها، أفهم من هذه الرواية الدينية أنه لولا وجود سلطة أو حاكم في أي مجتمع لساخت الأرض بأهلها، ساخت بالفوضى الأمنية والهرج والمرج لأنه لا بد للناس من حاكم بار أم فاجر حسب تعبير الإمام علي (ع) وإلا تسيخ الأرض أي يتفكك أهل الأرض ويفتك بعضهم ببعض وإن الإمام عليا (ع) إستعمل كلمة الإمام بمعنى الحاكم فقد ورد عنه في كتاب نهج البلاغة أنه قال: "أفضل الجهاد كلمة حق في وجه إمام جائر" وكلمة إمام بمعنى الحاكم مستعملة كثيرا بكلام أهل البيت عليهم السلام واستعملها الله سبحانه في قرآنه الكريم بمعنى سيد القوم ورئيسهم وزعيمهم حيث قال تعالى:
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَا إلى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ}.
وحينما انتهيت من حديثي هذا قال لي أنت إنسان صرت في طريق الضلال وصداقتك لم تعد مباحة لي شرعًا!

إقرأ أيضًا: هل أنت ضد تدخل عالم الدين بالسياسة؟
جرى هذا الحوار بيني وبينه سنة 2008 وصداقتي معه ابتدأت سنة 1984 يعني قضى على صداقة عميقة ورائعة بقيت بيننا 24 سنة بسبب اختلافي معه في فهم هذه الرواية! 
صديقي هذا هو فقيه شيعي إمامي، وإمام مسجد في بيروت، وعضو في الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ووكيل من وكلاء مرجعية النجف، وأصدقائي من علماء الدين الذين أنهوا صداقتهم معي وشحنوا قلوبهم حقدًا علي لا يوجد سبب لذلك الحقد الأسود إلا إختلافي معهم في فهم بعض نصوص الدين والحقد حينما تكون خلفيته دينية يصير من أخبث أنواع الحقد الذي يقود صاحبه إلى التلذذ والإستمتاع بكل مصيبة يقع بها المحقود عليه مثلي! علمًا أن صديقي هذا الفقيه الشيعي مرتبط بصداقات متينة وعلاقات قوية مع سياسيين لبنانيين شيعة متورطين وهو يعلم ذلك علم اليقين بسفك دماء بغير حق، وإزهاق أرواح بغير حق، وسلب أموال الشعب بغير حق، ويكذبون في كل شيء وكل كذبة في أحاديثهم تعادل ناطحة سحاب في نيويورك، ويواليهم ولاء العبد لسيده ويبرر ذلك بمبررات مستمدة من الكتب الدينية الصفراء وهي تُعَدُّ بالأطنان وهي بكل يقين لا تنفع من علمها ولا تضر من جهلها بل تضر من علمها وتنفع من جهلها لأنها لم تصنع لنا يوما دولة عادلة ولا مجتمعًا واعيًا ناضجًا راشدًا بل كانت طوال التاريخ مساهما أساسيًا في تخدير الناس وتعطيل عقولهم حتى تمكنوا من التحكم بمصيرهم السياسي نعم يمكن للدين أن يتحول إلى أفيون للشعوب وفي عصرنا قد تحول.