نقول بإسم قطاعات واسعة من أفراد الشعب اللبناني، بأنّه لم يشعر بإهانة جارحة قبل مشاهدة صورتكم الجامعة في مقر بلدية الحدث
 

أولاً: مسؤولو لبنان ... حصانة ضد الاستقالة...

اللورد مايكس بايتس، هو عضو مجلس النواب البريطاني، الذي استقال لأنّه تأخّر عن الجلسة التي تُساءل فيها الحكومة بضعة دقائق. أمّا عندنا فيقوم وزير الخارجية بإهانة رئيس مجلس النواب بعباراتٍ "سوقّية" جارحة، مع اتهامه ب"البلطجة"، وهذا النعت من أخسّ النعوت في مخيلة وضمائر اللبنانيين، ولعلّ أبرزها اعتماد التسلُّط والاستكبار بالقوة والسّطو على مال الناس والمال العام إن تيسّرت مدّ اليد إليه.
مع انتشار فيديو الإهانة هذه، والطلب من الوزير أن يعتذر على الأقل، أو يستقيل على الأفضل والأشرف، فإنّ الوزير يأبى ويستكبر، ويواصل مهامه، خاصّةً الاغترابية منها، مع أنّ العاقبة قد تتحول إلى وبالٍ وشرٍّ مستطير على استقرار البلد طولاً وعرضاً.
بالمقابل، لا يهتمّ رئيس مجلس النواب بدحض التهمة ونفيها بما يملكه من معطيات جازمة، ومن ثمّ القيام بمحاسبة الوزير-الجاني أمام المؤسسات الدستورية والقضائية، خاصّةً أنّ القضاء ناشطٌ هذه الأيام في ملاحقة رواد التواصل الاجتماعي على أدنى شبهة تحقير وذمّ.

إقرأ أيضًا: تباشير الحرب الأهلية... من الشالوحي إلى الحدث فالهرمل فأبيدجان

 

ثانياً: اجتماع الحدث ... الإهانات المتواصلة...

بعد أحداث مقر التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، والاختراق الأمني الخطير لمتظاهرين ومشاغبين لمنطقة الحدث، وبعد اهتزاز الوضع الأمني أكثر من اللزوم، تنادى أطراف الخلافات لطيّ صفحة الإهانات، والعمل على لمّ الشمل، فتقاطروا إلى مبنى بلدية الحدث، للعمل على تهدئة الأوضاع ونزع فتيل الإنفجار، وتنفيس الاحتقان، ليعلن مندوبا حزب الله والتيار الوطني الحر استمرار التحالف بين الطرفين، أمّا مندوب حركة أمل فقد اعتذر من اللبنانيين الذين تعرضوا للمضايقات في الآونة الأخيرة، والتصريح بأنّ حركة أمل لم تطلب اعتذاراً من الوزير باسيل، بل المطلوب الإعتذار من اللبنانيين جميعاً.

ثالثاً: لا حاجة لاعتذاركم، حبذا لو تستقيلوا...

نقول، باسم قطاعات واسعة من أفراد الشعب اللبناني، بأنّه لم يشعر بإهانة جارحة قبل مشاهدة صورتكم الجامعة في مقر بلدية الحدث، وأنتم تعقدون الأيادي وتتبادلون العناق والقبلات، الشعب اللبناني لا تُرضيه ولا تروي غليله اعتذارات "فارغة"، كتلك التي أطلقها جبران باسيل من مؤتمر أبيدجان، حبذا لو تستقيلوا مع ما يلزم من الشعور بالخزي والعار والخذلان الذي يجب أن يرافقكم. فقد استقال بالأمس نائب في مجلس النواب البريطاني لتأخُّره عن موعد الجلسة النيابية بضعة دقائق، واستقال قبل ذلك مسؤولون كبار لأتفه الأسباب احتراماً للشّعب وحقوق الشعب ومصالحه.
إستقيلوا أشرف لكم، وأريح لنا.