تحت عنوان تحركات مفاجئة على الساحة السورية، نشرت صحيفة حرييت التركية مقالاً للكاتب السياسي مراد يتكين تناول فيه التطورات التي طرأت على المنطقة مؤخراً، لا سيّما في سوريا
 

ورأى يتكين أنّ المفاجأة الأولى تمثّلت بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوتشي حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة السادسة خلال سنتين قبل ساعات من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري بشأن مستقبل سوريا، مؤكداً أنّ الأوّل طلب مساعدة روسيا على مستوى الوجود الإيراني في سوريا.

في هذا السياق، أوضح يتكين أنّ الأسد طلب مساعدة إيران وروسيا خلال الحرب، مشيراً إلى أنّه لدى موسكو قاعدة بحرية في طرطوس وأخرى جوية في حميميم، وعدداً غير مصرح عنه من عناصر القوات الخاصة والمستشارين العسكريين والوحدات الاستخباراتية.

وشرح يتكين أنّ الآلاف من عناصر "الحرس الثوري الإيراني" والمقاتلين الشيعة المدعومين إيرانياً و"حزب الله" يقاتلون في سوريا إلى جانب الأسد، لافتاً إلى أنّ نتنياهو قلق بسبب اقتراب هذه القوات من الجولان المحتل.

في المقابل، قال يتكين إنّ بوتين قلق أيضاً بسبب تخطي نتنياهو "الحساسيات" الروسية في سوريا وتحرّكه بما يتناسب مع الأميركيين، مشدّداً على أنّ روسيا تريد أن تنهي الحرب في سوريا في أقرب وقت ممكن في حين أنّ الولايات المتحدة تعارض ذلك وتوسع نطاق وجودها بمساعدة "قوات سوريا الديمقراطية" التي تضم "وحدات حماية الشعب" الكردية والتي تعدّ فرعاً لـ"حزب العمال الكردستاني" (المصنّف إرهابياً في تركيا)، على حدّ قوله.

وعن الشراكة الأميركية-الكردية التي تبرّرها واشنطن بحاجتها إلى إنهاء القتال مع "داعش"، كشف يتكين أنّ رغبة في إنشاء منطقة آمنة تصعّب على القوات الإيرانية الوصول إلى سوريا تكمن وراءها.

في ما يتعلّق بالمفأجأة الثانية، بيّن يتكين أنّها وقعت عندما اعترضت المجموعات المعارضة، بالإضافة إلى "الجيش السوري الحر" المدعوم تركياً، على رفع العلم السوري وحده في مؤتمر سوتشي، مشيراً إلى أنّ هذه المجموعات جيّرت حقها في التصويت إلى تركيا الممثلة بنائب المستشار في وزارة الخارجية التركية سيدات أونال، وبالتالي أعطت أنقرة قوة أكبر في المؤتمر.

إلى ذلك، رأى يتكين أنّ الولايات المتحدة قيّدت نفسها بشكل سيء بتعاونها مع "وحدات حماية الشعب" وعدم اتخاذها قراراً بشأن موقفها إذا ما قررت "حماية الشعب" و"العمال الكردستاني" تبادل الأدوار.