منذ فيديو باسيل، ومقدمات نشرات الأخبار المسائية لكافة المحطات التلفزيونية ليست على ما يرام
 

المقدمة بالمقدمة والبادي أظلم، والشتيمة بالشتيمة والآتي أعظم، وإن أدت إهانة زعيم لزعيم آخر إلى ردود فعل وزارية ونيابية أفظع من ردة فعل الشارع اللبناني؛ فإلى ماذا سيؤدي كلام الوسائل الإعلامية الناطقة بإسم الإعلام وحرية التعبير؟؟

عن مقدمات نشرات الأخبار نتحدث، تلك النشرات التي حملت قلمها دفاعًا عن زعيم الحزب أو التيار الذي تنتمي إليه، ولكن اللافت أن مقدمات النشرات الأخيرة خلت من الأخبار والأحداث، وطغت لغة الشتم والتحريض عليها، فكل وسيلة هاجمت الزعيم الآخر، ونبشت في ماضيه القديم، لتُذكره أين أخطأ، وأين شارك في جريمة ما، أو قضية معينة، كأسلوب لإشعال نار الفتنة في الشارع اللبناني.
وبعد الفيديو المُسرب لرئيس التيار الوطني الحر الذي يتضمن كلام مهين بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومقدمات نشرات الأخبار المسائية لكافة المحطات التلفزيونية ليست على ما يرام، تفتقر للخبر وتضج باللسع والتخريب، إذ طغى التحريض والهجوم العنيف على مقدمات النشرات خصوصًا ليوم أمس الثلاثاء، لاسيما قناتي الـ OTV و الـ NBN، وكل قناة راحت تُدافع عن زعيمها موجهةً كلام حاد للطرف الآخر، عدا عن كلام النواب والوزراء وتصريحاتهم المفتعلة للتحريض، فإن كانت لغة النخب والنواب والإعلام بهذه الطريقة، فكيف ستكون لغة الشعب إذًا؟؟

وفي التفاصيل، استمرت قناة الـ NBN بمهاجمة الوزير جبران باسيل على الإهانة الكبيرة التي وجهها للرئيس نبيه بري، إذ وصفت القناة باسيل في مقدمة النشرة قائلة: "ذلك اللئيم المتأصل في اللؤم والكذب والممارس للرذيلة والطائفية يكابر ويرفض الإعتذار وكأنه لم يفعل شيئًا، وعلى طريقة ضربني وبكى وسبقني واشتكى فبركوا حوادث، ولفقوا أخبارًا عن مهاجمة أنصار حركة أمل لمركز التيار الوطني الحر في مركز ميرنا الشالوحي بالأمس، والتي كذبتها الوقائع والصور".
وبدورها، هاجمت قناة الـ OTV في مقدمة النشرة، كل من حاول الإصطفاف إلى جانب الرئيس بري، وجمهور حركة أمل وما فعله ليل الإثنين في ميرنا الشالوحي موجهةً رسالة قالت فيها: "إلى البطل الذي حرر القدس أمس، من سن الفيل... رسالة...
قبلك، وقبل اثني عشر عامًا، لا ينقصها غير أسبوع واحد... جاءت مجموعة أخرى مثلك... ومثل زمرتك...
كانوا مضللين مثلك... موتورين مثلك... حاقدين مخربين رعاعًا مثلك... جاءوا إلى قلب بيروت... بحجة الغضب أيضًا... لتطاول آخر على ذات إلهية... فحولوا غضبهم المزعوم، تحطيمًا للأملاك العامة... واعتداء على ممتلكات الناس وأرواحهم... وتدنيسًا للمقدسات واستباحة لسلام الوطن ووفاق مواطنيه...
يومها سُميت سقطة عارهم، غزوة 5 شباط، تمامًا كما ستسجل سقطة عارك للتاريخ باسم غزوة 29 كانون..."
مضيفةً، "ولك ولمن كان خلفك من أعداء لبنان نقول: لن نقع في فتنتكم... لن نسقط في فخكم وسمومكم الخارجية المكشوفة، في هذا التوقيت بالذات... سنظل مع المقاومة... ومع جماعة المقاومة... ومع بيئة المقاومة...سنظل نؤمن بالوطن، انطلاقًا من نهائية السيد موسى الصدر... ومن جهادية أدهم خنجر... وبطولة السيد حسن نصرالله...".