أكتب إليك يا صديقي من دولة فرنسا دولة الدستور والقانون والمؤسسات الدولة الديمقراطية العلمانية
 

أنا إنسان أؤمن بلا حدود بالدولة العلمانية الديمقراطية الليبرالية بوصفها الدولة الأنجح في حماية حقوق الإنسان، وفي التنمية الساحرة التي يَسَّرت حياة البشرية في كل الحقول تيسيرًا يشبه المعجزات النبوية، ومن كان مثلي ديمقراطيًا وعلمانيًا وليبيراليًا من الطبيعي أن يؤمن بوجوب إقصاء رجل الدين، وعالم الدين، وفقيه الدين، وأحزاب الدين، عن الدولة ومؤسساتها كافة أي عن سلطتها التشريعية، وسلطتها القضائية، وسلطتها السياسية، ولا يُسْمَح له أن يكون ممثلاًا للشعب في هذه السلطات، ولا أن يفرض ممثلين نيابة عنه فيها، ولا يُسْمَح له أن يقوم بتشكيل حزب سياسي ديني مطلقًا، نعم له الحق في اتخاذ موقف سياسي ينحاز فيه للمظلوم ضد الظالم، وينحاز فيه للشفافية ضد الفساد، وللفضيلة ضد الرذيلة، وللصادقين ضد الكاذبين، وللأمناء ضد اللصوص.
ولماذا أرفض تدخله في مسار مؤسسات الدولة؟

إقرأ أيضًا: فقه وفقهاء ومتفقهون!
لأن الفقيه، وعالم الدين، وأحزاب الدين، إن ملكوا سلطة سرعان ما تتحول عندهم  إلى مخالب، وأنياب، وحوافر مرعبة مخيفة تفتك بإسم الله بكل دستور وقانون وحقوق وتنمية وبناء وديمقراطية، لأن جماجمهم محمولة ومحشوة بفتاوى ومفاهيم، وأفكار تتناقض مع أوضح معاني العدالة والحرية السياسية والفكرية، وإن فقه الفقهاء فقه ظلامي ليس فيه إلا القليل القليل من النور. 
فقه وفقهاء ومتفقهون ما زالوا يؤمنون إلى هذا اليوم بالتقسيم المرعب الذي لا يبقى معه أي معنى من معاني العدالة الإنسانية، ما زالوا يؤمنون بفقه يُسَمُّونه شريعة الله، بأن الإنسان ينقسم إلى مؤمن وملحد أو كافر أو فاسق وإلى مسلم وكافر مسيحي أو يهودي وإلى مسلم شيعي ومسلم سني وإلى شيعي هاشمي وشيعي عامي!

إقرأ أيضًا: التقليد تعطيل كامل لعقل المؤمن والخمس لسلب ماله
وهذا التقسيم كما تعلم يا صديقي يترتب عليه تمييز بالحقوق المالية والحقوق المعنوية مع امتيازات بيولوجية للعرق الهاشمي وفق فتاوى فقهاء الحوزات.
وأنت تعلم ذلك يا صديقي علمًا يقينيًا وتخفيه عن الإنسانية تقية وتعلم بأن فقه الحوزات ما زال إلى يومنا هذا يؤمن بكراهية التعامل مع الأكراد لأنهم بالأصل قوم من الجن كما ورد عن الإمام جعفر الصادق - على حد زعمهم - وأنا وأنت على يقين بأن جعفر الصادق بريء من نحو 90 % من فقه الحوزات وفقهاء الحوزات وأحزاب الدين.
وتعلم يا صديقي وتعلم وتعلم وتعلم يقينًا ما هو أفحش من هذه الفتاوى وأبشع ويتم تدريسها في الحوزات بوصفها علوم الله وعلوم الرسول وعلوم أهل بيت الرسول وهم أبرياء من أكثريتها مما لا شك في ذلك.