مصادر التيار: نرفض بشكل قاطع أن يقدم باسيل إعتذار
 

تفجر الشارع في لبنان بعد تسريب فيديوهات لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل يصف فيها الرئيس نبيه بري بالبلطجي ويتوعده بتكسير رأسه.

وسرعان ما تحول الغضب الإفتراضي إلى تسكير طرقات وحرق دواليب قام بها مناصرو حركة أمل تعبيرا عن غضبهم وإستنكارهم لما ورد على لسان باسيل .
وتم إشعال دواليب أمام مراكز التيار الوطني الحر في بيروت خصوصا في مار إلياس ومركز التيار الأساسي في ميرنا الشالوحي بسن الفيل حيث جرى إطلاق نار من قبل الحرس التابع للتيار على مناصري أمل الذين راشقوا المركز بالحجارة ورددوا شعارات ضد رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل.
كذلك نظمت وقفات تضامنية مع الرئيس بري في الجنوب والبقاع وطرابلس وعكار وبيروت والجبل وجرت محاولات لتسكير طرقات.
وقد أغلقت طريق جدرا _ الرميلة لبعض الوقت قبل أن تعود حركة السير إلى طبيعتها.
وأزيلت صورة للرئيس عون في الجنوب والضاحية كما تم وضع يافطات منددة بباسيل في حارة صيدا .
وبدا أنّ «التيار الوطني الحر » قد بنى تحصيناته الدفاعية في وجه الهجوم العنيف على رئيسه الوزير جبران باسيل  ومطالبته بالاعتذار. إلّا أنّ أوساطه أكّدت لـ«الجمهورية» الرفضَ القاطع لإقدام باسيل على الاعتذار.
وعلمت «الجمهورية» انّ الرئيس سعد  الحريري، تواصَل هاتفياً بعد خروجه من قصر بعبدا مع الوزير علي حسن خليل، مُبدياً رغبته في معالجة هذه الأزمة ولملمةِ الموضوع وتبريدِ الأجواء لِما فيه خدمة البلد واستقراره. ولم يشِر الى ايجابيات حول لقائه مع رئيس الجمهورية.
 
وبحسب المعلومات، فإنّ نبرة الحديث خلال المحادثة الهادفية كانت عالية بعض الشيء، حيث أُبلغ الحريري فيها: «لا احد يُصغّر هذه المسألة، أو ما جرى، فالمسألة ليست صغيرة بل كبيرة جداً، ولا تُحَلّ على طريقة تبويس اللحى، وبداية الحلحلة هي في تقديم باسيل اعتذاراً علنياً مباشراً من اللبنانيين».
 
وتشير المعلومات الى أنّه بعد مضيّ فترة قصيرة على هذا الاتصال، أوفَد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري للقاء خليل، الذي اكّد التمسّكَ بالاعتذار قبل كلّ شيء، وأسمعَه ايضاً كلاماً عاليَ النبرة والمضمون مفادُه: «لا احد يعتقد انّ هناك امكانيةً في البلد لقيام ثنائيات، أو لتجاوزنا، ومن يعتقد بوجود ذلك فهو مخطئ كثيرا».
وقال رئيس الحكومة سعد الحريري عبر حسابه الخاص على تويتر إنّه " لأمر محزن جداً أن يتداعى الخطاب السياسي إلى المستويات التي بلغها في الساعات الأخيرة، ومن المؤسف والمحزن أيضاً أن تنعكس أصداء هذا الخطاب على الشارع، وعلى وسائل التخاطب والتواصل الاجتماعي، بصورة لا يتمناها أي لبناني يراهن على سلامة البلد واستقراره".
وأكّد أنّ " كرامة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكرامة دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، هي من كرامة جميع اللبنانيين أفراداً ومجموعات وطوائف، وإن الإساءة لأي منهما، بأي عبارة أو خطاب أو تصريح، هي إساءة لنا ولمؤسساتنا وطوائفنا، وسلوك مشين ومرفوض يجب أن يتوقف".
وناشد "كافة المعنيين العمل على تجاوز تلك العاصفة التي هبت على البلد وتدارك تداعياتها، خصوصاً وأن التحديات التي تواجهنا هي أخطر بما لا يقاس من العنف اللفظي الذي نشهده".
وأشار إلى انّ "استقرار لبنان يجب أن يتقدم على أي أمر آخر، وثقتي كبيرة بوجود قيادات حكيمة بوزن فخامة الرئيس ودولة الرئيس، نستطيع أن نتحمّل إلى جانبها مسؤولية دفع الأخطار عن بلادنا وإخماد الحريق الكلامي الذي تشتعل به المواقع والنفوس".
وزار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وقال بعد اللقاء: "أتيتُ لأناشد الهدوء الوطني لدولة الرئيس بري، وأناشد مسؤوليته الوطنية عن كل اللبنانيين وترفّعه فوق الصغائر وعدم السماح لكلمات خاطئة صدرت عن أيّ كان بأن تتسبّب بأيّ توتر في البلد".
وتابع المشنوق: "دولة الرئيس بري دائماً يتجاوب مع دعوات التعقّل والهدوء وأتمنى أن يستمرّ هذا الجهد من كل القوى السياسية المعنية، خصوصاً أنّ دولته أكّد على احترامه لمقامي الرئاسة الأولى والثانية، وخصوصا احترام مقام رئاسة الجمهورية".
وختم: "بطبيعة الحال فإنّ الكلام الذي صدر عن الوزير جبران باسيل يجب أن يُردّ عليه باعتذار إلى اللبنانيين. وهذا ما سمعناه من الوزير باسيل في جريدة الأخبار اليوم، عن الحفاظ على أخلاقيات العمل السياسي، والوزير باسيل لا تنقصه الشجاعة في قول هذا الكلام، بل على العكس، فهذا يجعله يكبر في عيون اللبنانيين".
وردّاً على سؤال عما إذا كان مكلّفاً من الرئيس سعد الحريري للقيام بهذه الزيارة، أجاب: "دائماً زياراتي إلى الرئيس بري شخصية وفردية، لكن هذه المرّة هناك شيء من التكليف فوقها".
وشدّد رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​، في تصريح، على أنّ "الكلام المسرّب عن لسان وزير الخارجية ​جبران باسيل​ بحقّ رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، مستنكر وغير لائق ولا يتماشى مع طبيعة العلاقات السياسية الداخلية، حتّى لو كان من موقع الخلاف في وجهات النظر".
ودعا جنبلاط، لـ"تصحيح هذه الإهانة المرفوضة من خلال موقف واضح وصريح يعيد الأمور إلى نصابها وينفّس الإحتقان في الشارع ويؤسّس لمرحلة جديدة تحمي الإستقرار الداخلي ويحول دون تمزيق ​لبنان​ المغترب ما يترك تداعيات في غاية السلبية".
وتعليقاً على الكلام المسرب عن وزير الخارجية جبران باسيل، أصدر حزب الله البيان التالي:
1- نرفض رفضاً قاطعاً الكلام الذي تعرض بالإساءة إلى دولة رئيس مجلس النواب الأخ الأستاذ نبيه بري شكلاً ومضموناً، ونرفض الإساءة  له من أي طرف كان.
2- إننا نؤكد على تقديرنا العالي واحترامنا الكبير لشخص ومقام دولة الرئيس نبيه بري، وهذا ما كان يعبّر عنه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاباته ومواقفه.
3- إن هذه اللغة لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح بل تخلق المزيد من الأزمات وتفرق الصف وتمزق الشمل وتأخذ البلد إلى مخاطر هو بغنى عنها.
4- بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه ندعو إلى المسارعة بمعالجة هذا الوضع القائم بأعلى درجة من الحكمة والمسؤولية.
ولفت العميد المتقاعد ​​شامل روكز​ إلى أنه "في لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام"، مؤكداً "أننا نكنّ كل الاحترام والتقدير لشريكنا في الوطن ​رئيس مجلس النواب​ ​نبيه بري​".
واشار وزير العدل ​سليم جريصاتي​ تعليقا على ما حصل امام مركز ​التيار الوطني الحر​ في ميرنا الشالوحي، الى اننا "كنا نعتقد ان هذه الممارسات تنتمي الى عهود غابرة، وهذه الممارسات لا تنتمي الى الدولة القوية، والاستنابة صدرت عن ​المحكمة العسكرية​ في موضوع اطلاق النار، والامور السياسية مهما بلغت من شدة لا تتحول الى الشارع لان كل شارع يقابله شارع، ونأمل ان لا يتكرر الامر".
واكد في تصريح من ميرنا الشالوحي، ان "الشجاعة من يستطيع ان يمسك شارعه". واعتبر ان "تصريحات ​وسائل التواصل الاجتماعي​ بعهدة ​النيابة العامة التمييزية​".
واكد المكتب الإعلامي المركزي في ​حركة امل​ في بيان ان حركة امل تنفي جملة وتفصيلا خبر إطلاق نار على مركز ميرنا الشالوحي. واوضح ان ​القوى الأمنية​ و​الجيش​ يعرفون من أطلق النار.
اضاف البيان ان حركة امل ترفض التعرض لأي مقر حزبي، وتعمل على المساعدة في ضبط ردود الفعل على الكلام التحريضي الذي صدر، والامر يتطلب قيام الجهات الحزبية الاخرى بتحمل مسؤولياتها والعمل على وقف الخطاب التحريضي.
من جهة أخرى , إستقبل رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أبدى إعجابة بالصيغة اللبنانية.
 
 
 
عربيًا وإقليميًا:
 
أعلن المرصد السوري عن  مقتل 33 مدنياً في غارات للنظام على شمال غرب سوريا في الساعات الـ24 الأخيرة .
وأفادت وسائل اعلام اسرائيلية ان ​الجيش الإسرائيلي​ اعتقل الليلة الماضية 18 فلسطينياً في ​الضفة الغربية​.
ووصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى سوتشي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وقالت "سبوتنيك" إن بعض المشاركين في المؤتمر من دمشق قد وصلوا بالفعل مساء أمس الأحد، مؤكداً أن بقية المشاركين يأتوا اليوم على مدار اليوم في المؤتمر الذي يشارك فيه حوالي 1،600 سوري.
 
إقرأ أيضا : بري دولة الدولة
 
دوليًا: 
 
تبنى تنظيم "داعش" في رسالة لوكالة اعماق وضعت على موقع "تلغرام" صباح اليوم الاثنين الهجوم على اكاديمية مارشال فهيم العسكرية في كابول.
وقالت الرسالة: "هجوم انغماسي لمقاتلي الدولة الاسلامية يستهدف الاكاديمية العسكرية بمدينة كابول".
واعلنت الولايات المتحدة رفع الحظر على دخول اللاجئين من 11 دولة، لكنها اوضحت ان من يريدون دخول الولايات المتحدة سيخضعون لاجراءات امنية مشددة اكثر من الماضي.
ولم يكشف المسؤولون الاميركيون لائحة هذه الدول لكن بحسب منظمات تعنى بشؤون اللاجئين فان الامر بتعلق بـ11 دولة معظمها مسلمة هي مصر وايران والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ومالي والصومال وجنوب السودان وكوريا الشمالية.