معالي باسيل، أنت من تفوّه بالقدح والذّم والإهانة والتهديد بالتفجير والتكسير، وليس أحداً غيرك لتتبرّأ منها، وتسمو بأخلاقك وأدبياتك !
 

أمّا وقد انتشرت فضائح التيار الوطني الحر، بدءاً من اتهام الوزير السابق الياس أبو صعب بسرقة أموال النازحين السوريين (وشهد شاهدٌ من أهله )، وصولاً إلى هجوم الوزير جبران باسيل على رئيس مجلس النواب نبيه بري  واتّهامه "بالبلطجية" والاستفراد والاستكبار، وأنّه بحاجة إلى تكسير رأس، فإنّه يمكن تسجيل بعض المفارقات الصارخة.

المفارقة الأولى: باسيل..الرئيس الفعلي للبلد...

بات واضحاً، بعد عنجهية باسيل وغطرسته واجتيازه كافة الخطوط الحمراء، بأنّه الرئيس الفعلي للبلاد، ذلك أنّه هو من يجوب المناطق ويحرض طائفياً، وينفخ في سموم الحرب الأهلية، التي ظنّ اللبنانيون أنّها باتت وراء ظهورهم، وأنّ الرئيس القابع في بعبدا لا حول ولا طول له.
قالوا عن الإمام علي بن أبي طالب بأن لا علم له بالحرب، فقال:" للّه أبوهم، لقد درجتُ بها وأنا في السادسة عشرة...اليوم وقد ذرفتُ على السّتين، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع ."
لعلّ الرئيس عون ، لو سُئل عن حماقات باسيل، لأجاب: الآن وقد ذرفت على الثمانين، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع.

إقرأ أيضا : بري دولة الدولة

المفارقة الثانية: تريُّث الرئيس الحريري...

يبدو أنّ الرئيس سعد الحريري لم يستشعر حتى الآن مخاطر الانزلاقات التي يدفع بها باسيل البلد نحو أسوأ المهاوي، فيدعو للتهدئة والتريث، والغريب أنّه يوجّه للرئيس بري دعوة "مُبطّنة" للاقتداء بسلوكه، فهو تعرّض ويتعرض "للاهانات"، ومع ذلك فهو يتحمل، في سبيل لبنان طبعاً، كما سبق وتحمّل بانتخابه الرئيس ميشال عون، وما رافق الاستقالة-المهزلة من المملكة العربية السعودية وما تبعها.

المفارقة الثالثة:نوار الساحلي...المصيبة بقنوات التواصل الاجتماعي...

لولا الهواتف الذكية التي تُوثّق بالصوت والصورة، لأمكننا تجاوز هذه المحنة كما يرى نائب حزب الله نوار الساحلي، وكل ما في تصريحات باسيل أنّها ليست في وقتها المناسب، وأنّ المشكلة هي في قنوات التواصل الاجتماعي التي تصبّ الزيت على النار، وعندما سُئل وهل باسيل هو من يصبّ الزيت؟ قال: لا، قنوات التواصل هي التي تشعل نيران الخلافات.
يا هل ترى...لو تناول باسيل (لا سمح الله) هيبة ومكانة السيد حسن نصرالله، كما تناول بري "البلطجي"، والواجب تكسير رأسه، هل كان الساحلي ليدعو إلى "تمريرها" ووضع الحقّ على "الطليان".

إقرأ أيضا : تسريب جديد لباسيل: حلتها نكسرلو راسو ...

المفارقة الرابعة: عذرٌ أقبح من ذنب

أسف الوزير باسيل عما بدر منه، وباتت المشكلة في التّسريب، إلاّ أنّ باسيل استعاد اليوم كلاماً قاله بالأمس الوزير السابق الياس أبو صعب، عندما استنكر واستهجن خطاب قناة الotv ضد الرئيس بري ومعاونيه، قائلاً بأنّ هذا الأسلوب في القدح والذّم ليس من أخلاقياتنا ولا من أدبيّاتنا.
معالي باسيل، أنت من تفوّه بالقدح والذّم والإهانة والتهديد بالتفجير والتكسير، وليس أحداً غيرك لتتبرّأ منها، وتسمو بأخلاقك وأدبياتك، ليتك سكتّ، ولم تأت بعذرٍ أقبح من ذنب. 
قديماً، قال الشاعر:
" ومُطعمة الأيتام من كدّ فرجها 
ليتك لم تزن ولم تتصدّق ."