حتى العرب يقفون في صف الطاعة لروسيا ولا يتخذون الموقف المناسب من دور مستبيح للدماء السورية ومدمر للممتلكات
 

تُهدد روسيا المعارضة السورية اذا بقيت مصرة على عدم حضور مؤتمر سوتشي الذي حضّرت له ابتعاداً منها عن مؤتمرات جنيف وما فيها من قرارات منصفة للمعارضة ومُضعفة للنظام الذي وجد في سوتشي الروسي سنداً لدور جديد في مستقبل يزعم الروس أنه بيد الشعب السوري ووفق مواقفه وخياراته من الدستور الى صيغة الحكم .
حتى الآن المعارضة السورية ماضية في الإعراب عن تلبية الرغبة الروسية في حضور مؤتمر مُجدد لبشار الأسد دون غيره و كأن سورية لا تُحكم الاً بأسد من فصيلة روسية ولا توجد شخصية سورية أخرى بمواصفات روسية لقيادة مرحلة جديدة بعد حرب ضروس تستلزم استراحة القاتلين فيها إتماماُ لفرصة السلم الذي لا يكون الاً بوضع أسد النظام خارج الخدمة الرئاسية .

إقرأ أيضا : تسريب صورة لأوباما ربما حرمته الفوز بـ2008.. مع من؟

هذا الموقف المعلن من قبل المعارضة حتّم على الروس الإسراع في الردّ على المعارضة بتهديد وقح و بجعل النار تأكل من أحشاء الشعب السوري في الغوطة الشرقية وغيرها وبوضع حدّ لمنطق تخفيض الصراع في المناطق المتفق عليها والتي تنتهكها روسيا كل يوم في ظل سكوت دولي مريب وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تحرك جانباً أمام غطرسة روسيا في سورية .
حتى العرب يقفون في صف الطاعة لروسيا ولا يتخذون الموقف المناسب من دور مستبيح للدماء ومدمر للممتلكات كأن على رؤوسهم الطير فلا شكوى خجولة حتى تعيد الثقة للسوريين في بحثهم المفقود عن دولة بمواصفات مقبولة لتحسين ظروفهم و أوضاعهم الإجتماعية والاقتصادية ولتحقق لهم المشاركة السياسية في صيغة ديمقراطية تتسع للجميع ولا تُلغي أحداُ .
تصرّ روسيا على مؤتمر فاشل كونه حصيلة سعيها لتثبيت نفوذها ودورها في منطقة الشرق الأوسط ولتأكيد أحاديتها في إيجاد حلّ للحرب السورية من خلال ترقيع السلطة بمعارضة متعاملة معها بعد أن استطاعت أن تمسك بمساحة كبيرة من الأراضي السورية وبالورقة السياسية في آن معاً دون إيران , لعجز إيران أو لحاجتها الملحة في هذه المرحلة للموقف الروسي لذا تتركه متصرفاً وكأنه القيصر الفعلي في بلد محكوم لدول كثيرة ولا يمكن فرض حل دون موافقة هذه الدول التي أصبحت داخل الإقليم السوري ولا إمكانية لإخراجها منه تحت أي ذريعة من الذرائع .

إقرأ أيضا : أميركا - تركيا والكمين الروسي


اذا فشلت روسيا في سوتشي يعني أن آلتها العسكرية لم تسعف حليفها وأن القتل والدمار لا يحلان مشكلة و أن روسيا دولة غير نزيهة وهي طرف في الحرب ولا يمكن لها أن تكون وسيطاً في مشرروع سلام وهي عنصر مسؤول عن سفك دماء السوريين ويجب التعاطي معها كدولة مشجعة على الحرب لا كدولة تبغي الوصول الى السلام بتسوية عادلة تنفي أسباب الحرب وتدفع الى أسباب جديدة قائمة على التغيير في بُنى السلطة .
غداً ستجمع روسيا النظام السوري ببعضه البعض وستمنح بعض البدو صفة المعارضة التي تفاوض النظام والتي تتفق معه على الحلول الروسية وثمّة مدعوين من مثقفي النظام لإضفاء تنوع داخل المؤتمر و للدلالة على أهميته بوجود نُخب الى جانب شيوخ القبائل من أصحاب الهكتارات لوضع نهاية أو بداية روسية لفيلم روسي رديء .