هل كان المسلمون يوما ما خير أمة أخرجت للناس ؟
 

وهل نحن اليوم كذلك ؟
الجواب :
أنا لا أعتقد بأن الله تعالى يقصد بقوله سبحانه أننا  كنا خير أمة أخرجت للناس في كل  شيء ، وفي كل علم من علوم الدنيا ،  أو في تدبيرات شؤون الدولة والعمران.
كلا لا أعتقد بذلك .
أنا أعتقد بأننا كنا وما زلنا  خير أمة أخرجت للناس بفكرة واحدة فقط وهي  عقيدة التوحيد حصرياً  العقيدة التي تقول بأن  الوجود مخلوق بقوة خالق واحد أحد لا نظير له ولا مثيل يمتاز بالكمال المطلق  والقدرة المطلقة ومن يمتاز بالقوة المطلقة فهو غني عن الظلم  وليس بحاجة إليه مطلقاً ولا يُعْقَلُ بأن يوصف بأي صفة لا تليق بقوته المطلقة ، وقدرته المطلقة ، ومعرفته المطلقة هذه هي العقيدة الوحيدة التي كان المسلمون فيها وما زالوا خير أمة أخرجت للناس .
ونحن  المسلمين خير أمة من جهة كوننا أدركنا خطورة عبادة الأصنام وعبادة أي  شيء غير الله تعالى لأن الشرك طريق يأخذ من يسير به إلى ظلمات وظلم  وظلام ومظالم  لا نظير لها بالقبح ولا مثيل لها بالخطورة على سلامة مسار حياة الإنسانية بكل جوانبها الإقتصادية والسياسية والأمنية والأخلاقية ، وكل المجتمعات التي عبدت غير الله تعالى أُصِيبت بكوارث وأزمات سلبت منها حلاوة الحياة وسعادتها ويمكن لي أن أضرب مثالا على ذلك بلاد الهند حيث بعدما تورطت الشعوب الهندية بعبادة ألف رب مع الله أو من دون الله تحولت دولة الهند لأفقر دولة على وجه الأرض فقراً فوق ما يتصوره خيال إنسان لم يذهب إليها ويرى بأم عينه ، ناهيك عن طقوس وعادات ومناسك تمارسها هذه الشعوب تنفر منها الفطرة الإنسانية عند جميع الأمم والشعوب وتقرف منها قرفا بلا حدود .

إقرأ أيضا : هذا مسلم سني!


إذن نحن المسلمون  لسنا خير أمة أخرجت للناس على صعيد العلوم  الطبية  ، والعلوم الهندسية  ، والعلوم  التكنولوجية  ، والعلوم الفيزيائية ، والعلوم الإقتصادية ، والعلوم الأمنية  والعسكرية ،  والعلوم القضائية  إلخ والأعظم من كل هذه العلوم هي العلوم السياسية التدبيرية والعلوم القضائية التي تفوقت بها علينا كافة أمم الغرب وشعوبه تفوقاً خياليا ويشبه حد الإعجاز وفق قناعتي .
{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس  - ( بالتوحيد والكفر بعبادة الأصنام  والأوثان ) -تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوف - (  أي بالعدل ) -  وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ  - ( أي عن الظلم ) -
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ  - ( الواحد الأحد ) - } .
واليوم وفق قناعتي إن المسلمين لا صلة لهم بالعدل والعدالة لأنه لا صلة لهم  بكل العلوم السياسية والقضائية والإجتماعية والتدبيرية التي وحدها حصريا تصنع العقل السياسي المؤهل لإنتاج مجتمعات وشعوب صالحة لتصنع دولا عادلة .
 والدول العادلة لا تُبْنَى بالمواعظ الدينية والإرشادات الدينية  وبالإجتهادات الفقهية  الحوزوية التي تنتج فتاوى صالحة لحياة عشائر بدوية ما زالت تعيش بعقل القرون الوسطى .