هل يستطيع الحريري استعادة علاقته بالسعودية على خلفية لقاءات دافوس والمواقف الاعلامية؟
 

في المؤتمر الإقتصادي العالمي الذي انعقد في مدينة دافوس في سويسرا منذ أيام قليلة وحضره رؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء ووزراء خارجية من معظم دول العالم لبحث الأوضاع الإقتصادية المتردية التي تجتاح الكثير من الدول وخصوصًا الفقيرة منها، ولإلقاء الضوء على علاقات هذه الدول في ما بينها من الناحية الاقتصادية بغية تحسينها ورفع مستواها، والتخفيف من معاناة شعوبها الناتجة عن الحروب والأزمات الغارقة فيها، فإن لبنان كان حاضرًا في هذا المنتدى الإقتصادي من خلال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي ألقى كلمة لبنان مساء يوم الأربعاء الماضي وأكد فيها على أن الحكومة اللبنانية تعول على مساعدة دول الخليج العربي وبالخصوص المملكة العربية السعودية لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي يعيش لبنان على وقعها وتحت تأثيرها، إذ أن الوضع الإقتصادي في البلد يشهد تدهورًا واضحًا بسبب تأثير الأزمة السورية على أوضاعه من كافة النواحي السياسية والإجتماعية والأمنية، وما أنتجته من أجواء غير مشجعة للحركة السياحية، إضافة إلى وجود ما يقارب المليوني لاجىء سوري على أراضيه مما شكل عبئًا كبيرًا على خزينة الدولة. 

إقرأ أيضًا: لإستعادة قرار منطقة بعلبك الهرمل
وفي هذا السياق لم يعد سرًا تراجع الإقتصاد اللبناني بشكل لافت بسبب تراجع الاستثمارات الخليجيه فيه على خلفية الإختلافات السياسية الناتجة عن سعي حزب الله لفصل لبنان عن محيطه العربي والدفع به نحو المشروع الإيراني في المنطقة، فضلًا عما تثيره سياسة لبنان الخارجية في عهد الوزير جبران باسيل من حساسيات واشكالات لتغريدها خارج الإجماع العربي في أكثر من مؤتمر ولقاء جامع للدول العربية والداعمة لتوجهات حزب الله حليف التيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل. 
ومما قاله الرئيس الحريري في كلمته نعتمد على السعودية ودولة الإمارات العربية لمساعدتنا، ونرغب في ان يستثمروا في لبنان، وأن يبنوا شراكة فعلية مع بلادنا، وعلى خلفية الإستقالة التي أعلنها في الرابع من شهر تشرين تاني الماضي من العاصمة السعودية الرياض وما رافقها من مواقف متضاربة بين لبنان والمملكة، شدد الرئيس سعد الحريري على أن علاقته بالسعودية على أفضل ما يرام، وأن الاستقالة باتت من الماضي بحيث صدر عن هذه الإستقالة أمر إيجابي إلى حد ما وهي سياسة النأي بالنفس التي يستفيد منها لبنان، وأوضح أنه لدينا مصالح وروابط تاريخية مع الدول العربية ويجب المحافظة عليها، وهناك تحديات كبيرة جدًا في لبنان. 

إقرأ أيضًا: التنافس النيابي على تقاسم السلطة
وكان الرئيس الحريري وعلى هامش المؤتمر قد اجتمع في وقت سابق بوزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير في لقاء هو الأول مع مسؤول سعودي رفيع المستوى منذ استقالته التي تراجع عنها بعد عودته إلى لبنان. 
وعلى حسابها على تويتر نشرت وزارة الخارجية السعودية صورة جمعت الحريري والجبير على هامش منتدى دافوس الإقتصادي العالمي الذي يستمر حتى يوم الجمعة في السادس والعشرين من الشهر الجاري دون أن تذكر مزيدًا من التفاصيل. 
وبدا واضحًا أن تصريحات الرئيس الحريري في دافوس ولقائه بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير وعودة العلاقات الدبلوماسية قبل ذلك بحوالي الشهر بين لبنان والمملكة العربية السعودية، كلها مؤشرات توحي بإعادة تدريجية للعلاقات اللبنانية - السعودية إلى سابق عهدها من الوئام وتصب في تحسين هذه العلاقات. 
وكذلك فإن مصادر تيار المستقبل كانت قد أكدت على أن الرئيس الحريري سيزور السعودية قريبا باعتبارها الداعم الأساسي والرئيسي له ولتيار المستقبل الذي يتزعمه، سيما وأن لبنان مقبل على استحقاق مصيري وهو الإنتخابات النيابية التي تقرر إجراؤها في السادس من شهر أيار المقبل، ذلك أنه رغم بعض الشوائب التي طرأت على علاقة الحريري بالمملكة، إلا أن أحدًا لا يستطيع المراهنة على خروجه من تحت العباءة السعودية.