هناك تياراً ليبرالياً شيعياً قادراً على إعادة الحياة الطبيعية والوطنية الى العراق ولكنه تيّاراً لا يملك قدرة مواجهة الصوت المذهبي
 

لا تقل الانتخابات العراقية شأناً واهتماماً عن الحرب ضدّ داعش وهي صنو التحرير الذي حصل والنصر الذي يتم تقاسمه بين الكتل النيابية لاستثماره في أول إستحقاق حقيقي بالمعنى التنافسي لقوى غير مضبوطة حتى الآن من قبل الدول المسؤولة مباشرة عن العراق.
لقد فشل العراقيون في مسودة تحالفاتهم وثمّة من حاول رمي الإستحقاق بعيداً لا لغاية في نفس يعقوب بل لحاجة ماسة وملحة لتجاوز المرحلة التي يستفحل فيها الخطاب المُمذهب والتي ستتيح إعادة الرموز المسؤولة عن الإرهاب إلى الواجهة العراقية ومن البوابة الحكومية كونها أكثر الرموز إستفادة من الصوت الشيعي العراقي المتمذهب والمستعد لأي نداء أو استغاثة لنصرة معسكر الحسين باعتباره المشهد الوحيد القائم بخشبته على الواقع العراقي الشيعي الذي ينتمي الى تاريخ الفتنة أكثر مما ينتمي الى تاريخ الوحدة.

إقرأ أيضًا: أميركا - تركيا والكمين الروسي
تفيد مصادر خبيرة في الشأن العراقي بأن اللاعب الأساسي في العراق هو الرئيس الأميركي دونالد ترمب وهو الوحيد الذي يستطيع وضع العراق على سكة جديدة مغايرة تماماً للسكة التي وضع عليها الأمريكيون العراق من بوش إلى أوباما خاصة وأن ترامب مخلص لطروحاته ولبرنامجه الانتخابي وهو لم يحد عنه وقد تصرف وفق رؤيته دون الاهتمام بالآراء الأخرى ولا يتقن فن الكذب والمخادعة التي أتقنها الكثيرون من الرؤساء الأمريكيين وبناءً عليه فمسؤولية ترمب تجاه العراق محسوبة بخطوات جديدة آيلة إلى عدم تمكين قوى الإرهاب من الدخول مجدداً الى العراق وهذا ما يتطلب قطع رأس الأسباب الموجبة الى ذلك وفي رأس الأسباب السبب الأقوى وهو دور الأحزاب الاسلامية الايديلوجية في قيادة العراق والتي مزقته وسرقته وأعطت الذرائع المطلوبة لإقامة الإرهاب في العراق.
لذا انتبه رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الى هذه الرؤية الأمريكية وأعلن بشكل غير مباشر خروجه عن حزب الدعوة من خلال العمل مع مجموعة مساهمة في عملية المواجهة مع تنظيم داعش لخوض الانتخابات تحت شعار محاربة الفساد كما تمت محاربة الارهاب وهذا ما يؤكد مسؤولية الدعوة و أحزاب شيعية أخرى عن الفساد الذي نهب المال العام وأدى بالعراق الى هدم كامل المدن التي أقام فيها الخليفة البغدادي خلافته الشهيرة.

إقرأ أيضًا: العبادي مشروع شهيد
وتضيف هذه المصادر بأن القوى الشيعية جميعها بيد إيران دون استثناء رغم خلاف البعض معها في الفكر والسياسة والممارسة ولكن لا قدرة لهم على مواجهة إيران لذا ينصتون اليها قسراً في حين أن المؤيدين لها ينصتون طوعاً وأن غالبية المسلمين الشيعة غير الاسلاميين ينتمون الى فتوى المرجعية التي تملك عليهم سلطة معنوية كون مرجعية السيد السيستاني مرجعية معنوية وهي غير مسلحة ولا تملك أسلحة وليس لها أدوات عسكرية أي لا توجد تنظيمات و أحزاب تابعة لها ولا تتوفر قطعة سلاح واحدة من القطع المنتشرة في كل بيت عراقي زمام الأمر فيها عائد للسيد السيستاني إذ أن المرجعية الشيعية كانت ومازالت خارج منطق القوة المسلحة فلا جيش عندها ولا أحزاب تحمل السلاح باسمها.
وأن هناك تياراً ليبرالياً شيعياً قادراً على إعادة الحياة الطبيعية والوطنية الى العراق ولكنه تيّاراً لا يملك قدرة مواجهة الصوت المذهبي والقوى المذهبية ولكنه كما تفيد هذه المصادر يملك إمكانية الفرصة التي لا يملكها الآخرون فمجيء الاسلاميين الشيعة الى السلطة سيزيد من أوضاع التردي في العراق وسيخلق المزيد من الدواعش الأكثر خطورة من تجربة داعش البغدادي وبناءً عليه تكمن الفرصة الذهبية العراقية في مجيء قوى غير اسلامية مجنونة أطاحت بكل شيء ومن هنا كان رهان هذه المصادر على تلاقي إرادة أميركا ترمب مع إرادة العراقيين الوطنيين الباحثين عن أمل في عراق خال من المتطرفين العابثين بأحوال العراق، وعن دور إيران تفيد المصادر بأن إيران ستتجاوب مع رغبات ترمب تلبية لمصالحها في العراق وفي دورها الجديد في المنطقة .