عُرفت عبر التاريخ بأنها "عاصمة الكثلكة"، وشكلت عائلاتها المتصارعة على زعامة الطائفة عصب البقاع ولبنان، في إحدى المراحل. وكانت الكاثوليكية في زحلة من الطوائف الأساسية التي تُمسك بجزء من القرار السياسي في البلد، وتعاقب على زعامتها عائلات زحلية مرموقة أهمها "شاهين، بو خاطر، سكاف وفتوش".

وإن كانت الحرب الأهلية حرمت طائفة الروم الكاثوليك من القوة التي تمتّعت بها تاريخياً في لبنان، وتراجع هذا الدور مع ما رافقه من فقدان مواقع أساسية في الدولة، لا يزال التناحر على زعامة هذه الطائفة في أوجّه، ويُعتبر اليوم إحدى صور الوجاهة في عروس البقاع.

الأمر الذي يجعل من مقعدّي "دار السلام" الكاثوليكيَين مربط خيل الزحليين، وقبلة تنافسهم. وهما المقعدان اللذان يتربعان على عرش انتخابات زحلة لجانب خمس مقاعد أخرى تتوزع بالتساوي بين الأرمن الأرثوذكس، والروم الأرثوذكس، والموارنة، والشيعة، والسنة.

بلغ عدد الناخبين في زحلة 158109 خلال انتخابات 2009، وأصبح اليوم 172555 ناخب، بحسب آخر تحديث لوزارة الداخلية، بينهم 32295 ناخب كاثوليكي أي ما يشكل نسبة 18.72 بالمئة. ويشغل المقعدين الكاثوليكيين في المجلس الحالي النائبان نقولا فتوش وأنطوان بو خاطر.

أما أبرز المتنافسين على المقعدين أو كما يفضل أهالي زحلة تسميتهم بـ"الرؤوس"، هم: النائب نقولا فتوش وتتوقع مصادر زحلية أن يخوض المعركة كعادته لجانب الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل). رئيسة الكتلة الشعبية، زوجة الوزير السابق إيلي سكاف، ميريام سكاف وتُعتبر من اللاعبين الاساسيين في دائرة زحلة، إذ خاضت أولى معاركها السياسية ضد جميع الأحزاب في انتخابات زحلة البلدية التي خسرتها لكنها حصدت فيها نسبة اصوات مرتفعة تشجعها لخوض المعركة المقبلة بلائحة مستقلة لم يُكشف الغطاء عن اسم مرشحها الكاثوليكي الثاني حتى الآن. 

هذا بالنسبة للعائلات، أما سياسياً، يبرز اسم وزير العدل سليم جريصاتي ورجل الأعمال ميشال ضاهر وهما مرشّحا التيار الوطني الحر الذي لم يحدّد خيارات تحالفاته في ما عدا تحالفه مع تيار المستقبل. ويعطي الأخير (تيار المستقبل) زخماً كبيراً لضاهر على اعتبار أن أصوات السُنة تشكل النسبة الأكبر من أصوات الناخبين في زحلة 48867 أي 28.32 في المئة. 

ويبرز بين هذه الأسماء اسم الطبيب ميشال فتوش وهو مرشّح حزب القوات اللبنانية، الذي استبعد إعادة ترشيح النائب بو خاطر من جديد، ويتوقع أن يخوض الانتخابات جنباً لجنب مع الكتائب، بحسب المصادر.

وفي تفنيد الحظوظ، تؤكد المصادر نفسها أن الحظوظ تتوزع بالتساوي بين المرشحين السابقين الذكر، مع ارتفاع حظوظ سكاف في ظل قانون الانتخاب الجديد الذي يُتوقع أن يحجز لها أحد المقاعد حتى لو خاضت الانتخابات من دون التحالف مع أحد. كما وينافس فتوش (الطبيب) سكاف في الحظوظ المرتفعة، لاعتلاء إحدى صهوات جوادَي الكاثوليك في زحلة.

ويحوم حول مقعدي الطائفة الكاثوليكية أسماء عديدة، نكشف منها: 
الناشطة المستقلة ماجدة بريدي
جوستان معلوف: سبق وخاض الانتخابات البلدية على لائحة آل سكاف.
ماجد سكاف: ابن عم الوزير السابق إيلي سكاف ومن غير المعروف حتى الساعة إن كانت ستتبنى الكتلة الشعبية ترشيحه أم لا.
رولان خزاقة: من الممكن أن يتبنى الكتائب ترشيحه. 
وليد شويري: هو مرشح دائم، مقرب من القوات والكتائب بنفس الوقت. 
هيكل العتِل: طُرح اسمه كمرشح مُحتمل للقوات. 
القاضي جورج عقيص، مقرب من التيار الوطني الحر.
وزير القوات السابق سليم وردة. 
الناشط الاجتماعي طوني طعمة: مقرّب من قوى 14 آذار بشكل عام، بحسب المصادر.
والياس فؤاد سكاف، وهو مرشح دائم اعتاد خوض الانتخابات النيابية مستقلاً بوجه الراحل سكاف.