عسى أو لعل أو ربما الواحد من هذه القيادات والشخصيات المميزات كالخميني ، والخامنئي ، وحسن نصر الله ، ربما يكون مُخطئاً ، أو مُشتبهاً أو قاصراً بهذه المسألة او تلك !
 

تحت وطأة الظلم الذي ذقت مراراته وأشجانه التي لا يتحملها سوى نبي أو ولي أو تقي امتحن الله قلبه بالبلاء  ففي محراب الطبيعة وعلى أطراف قريتي بعيداً عن مرأى الناس ومسمعهم رفعت رأسي ويمّمت وجهي نحو السماء معاتباً وراضياً  متذمراً وموافقاً في آن معا وأنا أخاطب إله الوجود  ،  لا لأنه كائن في السماء كما يعتقد أبي الطاهر المرحوم بل لأنها رمز كبريائه وسلطته المطلقة على الوجود وأنا أعتقد بأنه فوق المكان والزمان .
في هذه اللحظات تمنيت لو أنه لم يخلقني وكنت عدماً ونسياً منسياً لم تلدني أمي تماماً كما تمنّت القديسة مريم والدة المسيح (ع)  التي قالت " ليتني كنت نسياً منسياً ".
وكما تمنى القديس زين العابدين (ع) الذي قال :
" ليت شعري أللشقاء ولدتني  أمي ؟! أم للعناء ربتني ؟! فليتها لم تلدني ولم تربني ؟! "
 تمنيت ذلك مع شك في صحة  ما تعلمته ولقد تعلمت من " أن الوجود خير من العدم ".
إلا أنه كان مصحوباً بيقين لا شك فيه بيوم ( العدل ) بعد الموت وُعِد فيه المظلوم ( مثلي ) بأنهار من لبن وعسل وخمرة لذة للشاربين ( غير مُسكرة )  وحور عين كأنهن الياقوت والمرجان ، سألته بخفقات قلبي ودموع عينيّ بعيداً  عن التَكَلُّف في صناعة الكلمة والكلام والكَلِم ومتحرراً من كسرة المجرور ، وضمة المرفوع ، وفتحة المنصوب ، وقد اكتشفت مؤخراً أن  الإمام علياً (ع) قال : "خير الدعاء ما لا يَتَكَلَّف الداعي به بين يدي ربه  ".
ولكثرة ما استنزفتنا قواعد اللغة وسائر علوم الدين والدنيا نسيت بديهة - تضاف الى بديهيات كثيرة نسيناها وعلى الأرجح تناسيناها  - وهي أن الخالق سبحانه يدرك معاني اللهجات ودلالات الإشارات والإيماءات المتغايرات في مخلوقاته الناطقة والصامتة كافة تماماً كما يدرك معاني العبارات الفصيحات ذات الدلالات البليغات !
سألته معاتباً وراضياً في آن معا عن السر المضمر في إمهاله حكّامنا  وفقهائنا وشيوخنا وسادتنا وأحزابنا وبخاصة الدينية منها التي تتاجر بأطهر  ما لديها وهو دين الله وهم أخطر من المومس التي تتاجر بأنجس ما لديها فرجها !
سألته عن السر الخفي وراء إمهاله هؤلاء اللصـوص  الكبار وأحزابهــم الثورية والنضالية والجهادية الدينية  وشعرائهم وكُتَّابهم ووعاظــهم الذين اخترعوا معادلات وشعارات وقصص وحكايات بفنون خطاباتهم الساحرة   جعلت الظلم عدلاً ، والشر  خيراً ، بحجج ومبررات انخدعت بها أمي وأبي وعمي وعمتي وخالي وخالتي وأولادي وإخوتي ومرت عليهم مرور الكرام  فصدقوها واعتقدوا بها كمسلمات لم نعد نجرأ على مناقشتهم بحرف من حروفها  ولا بأي وجه من الوجوه  !

إقرأ أيضا : هذه ميركل يا كهنة المسلمين !


سألته معاتباً وراضياً في آن معاً عن سره المضمر في إمهاله الطويل لسادتنا وكبرائنا لفقهائنا وزعمائنا  السياسيين والدينين الذين استجدوا منا زهرة عمرنا وتَسَوَّلوا ربيع حياتنا للتضحية بهما في سبيل العدالة من أجل الجميع فوهبناهما لهم بكل رغبة ومن دون أدنى تردد ،  وحينما  أثمرت لهم في بنوك السياسة مالا ونفوذا وجاها وسلطاناً وحكماً  لم يتورعوا كسابقيهم من إلزامنا بعبادتهم بوصفهم شركاء لله بالأمر والنهي  وفرضوا علينا أن نجعلهم ونؤمن بهم شخصيات وقيادات ومخلوقات فوق المحاسبة والمساءلة والمراقبة والمعارضة يسألوننا عما نفعل ونقول ونكتب (ونهمس) وهم لا يُسألون عن شيء  !
والويل لنا والثبور وعظائم الأمور إن  لم نعتقد بأن أصلاب الرجال عقرت وأرحام النساء عقمت عن إنجاب أمثالهم وأمثال ذراريهم وليداً بعد وليد وحفيدا بعد حفيد !
وصار  الواحد منا عندهم لا يُصبح عزيزاً إلا إذا جاد بألحان الموسيقى وأوتار الغناء وعيون القصائد للإشادة بهم والإطراء عليهم  والتمجيد بعظمتهم  والثناء بقداستهم ، وإزدان  صالونه وحجرة نومه وزجاج سيارته الأمامي والخلفي بصورهم الفوتوغرافية أو  الزيتية ودعا الله لهم في مبتدأ كل حفل واحتفال وفي ختامه ، وعقيب كل صلاة وطواف وإفطار وفي ختام كل منسك!
وأما الذليل منا عندهم فهو كل من استعمل فعل الماضي أو المضارع منطويا على تساؤل ما متعلقا بجانب ما من سيرتهم ومواقفهم اذا كان مسبوقاً بالكلمات التالية:  عسى أو لعل أو ربما  الواحد من هذه  القيادات والشخصيات المميزات كالخميني  والخامنئي   وحسن نصر الله ، ربما يكون مُخطئاً ، أو مُشتبهاً  أو قاصراً  بهذه المسألة او تلك  !
سألته معاتباً وراضياً في آن معا عن اللغز المضمر الخفي  وعن السر المستتر الكامن في نجاتهم من زلازله وفيضاناته وإعصاراته وصواعقه ومجاعاته التي تصيب سائر عباده في أطراف أرضه ؟!
وبعد الدعاء والمناجاة والسؤال والتساؤل كأني قرأت إجابة بليغة فصيحة مخطوطة بغيوم الفضاء في أفق السماء بالكلام التالي :
" أيها المخلوق إن الأرض والكون خاضعان لقوانين لا يعطّلها دعاؤك ، ولا تبدلها مناجاتك ، ولا تغيرها مظلوميتك. "

إقرأ أيضا : التقليد شر مستطير !
إن العدالة التي تطمح لها أنت والمجتمعات الانسانية هي خاضعة للقانون التالي : 
" إن صناعة العدالة في السماء بعد الموت وظيفتي لا وظيفتكم ، وإن صناعة العدالة في الأرض قبل الموت هي وظيفتكم لا وظيفتي !"
وإن كل ظالم فيكم ولو كان  مسلما شيعيا إماميا فقيهاً يتظاهر بالتقدس والنعال الممزقة  ما هو إلا صنم  ولو كانت قدماه متورمتين من كثرة الركوع والسجود آناء الليل وأطراف النهار فإن لم تُكسِّروا هذه الأصنام  بعقولكم لا بزنودكم  وتحطموها بأدمغتكم لا بفؤوسكم ، وتهدموها بعلـمكم لا ببنــادقكم وتفضحوها بأقلامكم لا بدمائكم فلن تستطعموا حلاوة العدل بينكم ولن تذوقوا ثمرة القسط فيكم !
إن الكافر العادل في الأرض مؤمن في السماء لعدله .
وإن المؤمن  الظالم في الأرض كافر في السماء لظلمه .
الظالم ليس له دين ،  ولا مذهب ، ولا طائفة ،  ولا وطن ، ولا هوية ، ولا تصدقوه في معاداته للإمبريالية والصهيونية وهو من عشاق دولارات الدولة العجمية الفارسية الإيرانية الصفوية  هكذا قرأت في غيوم السماء !
فاعذروني إن  كنت أهذي من خداعها  أَوَلَيْسَتْ  الحياة أمست هذياناً وخداعاً في لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران بسبب شبق  السيدة ولاية الفقيه في حب التوسع ببلداننا.