من الآن وحتى السادس من أيار القادم، ستُبذل كلّ الجهود لمراوغة المواطنين وخداعهم ومداهنتهم والتّزلُّف للقُربى إليهم
 

أولاً: اشتباك السلطة والمعارضة

انطلق السباق الانتخابي، والحلبة جاهزة، أعدّت أحزاب السلطة العدّة والعديد، وشرّع الزعماء أبوابهم أمام المفاتيح الانتخابية، وبدأت المناورات والمداولات والتجاذبات وتبويس اللّحى  ونثر الوعود، وشحذ الأسلحة اللازمة لمواجهة الخصوم ودحرهم سعياً وراء حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية، مع أقلّ الخسائر الممكنة. 
ويحارُ المعارضون، ويُصابون بالدُّوار وسط تلاطم البرامج الانتخابية وضراوة معاركها، يحارون في تنظيم الصفوف، وجمع الشّمل في سبيل تنظيم لوائح مواجهة تستطيع اختراق الجدران الصلبة للوائح السلطة المتعثرة بفعل الصوت التفضيلي الذي قضى به قانون الانتخاب الجديد. مع أنّ السلطة كانت قد أعدّت عدّتها اللازمة أثناء إعداد قانون الانتخاب، بما لا يسمح باختراقاتٍ ذات أهمّية، وما زالت تطمئن للاختلافات الطائفية والمناطقية والمذهبية في تطويع الأجهزة الإدارية والعسكرية والقضائية خدمةً لطموحاتها ومصالحها وهيمنتها، وتسهيلاً لتطويع إرادة الناخبين في سبيل الفوز العظيم.

إقرأ أيضا : حزب الله يواصل سياسة الأمر الواقع: النأي بالنفس يحتضر والمخاطر تتراكم على لبنان

 

ثانيا: المواطنون حائرون...في كلّ وادٍ يهيمون

المواطنون في معظمهم حائرون، واقعون في شرك الأحزاب المنظّمة والزعامات المهيمنة على مقاليد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشيّة . أمّا الفئة الواعية، أو الساخطة، أو المتمرّدة على واقع الحياة البرلمانية، فهم محكومون بالمواجهة المقرونة بالآمال المعقودة على بعض الاختراقات الممكنة، والتي قد تفتح بعض الثغرات في جدران السلطة الشائكة.

إقرأ أيضا : فرنجية الرّجل لباسيل: إنت ضعيف النّفْس

 

ثالثاً: عمرو بن العاص والنداء الأخير

من الآن وحتى السادس من أيار القادم، ستُبذل كلّ الجهود لمراوغة المواطنين وخداعهم ومداهنتهم والتّزلُّف للقُربى إليهم، حتى إذا دنت ساعة الاستحقاق، تذكّروا قول عمرو بن العاص لأهل الشام يوم صفّين، عندما حمي الوطيس: أعيرونا رؤوسكم ساعةً من نهار، أمّا مرشّحونا الميامين فيكررون القول: أعيرونا أصواتكم "مع ضمائركم" ساعة من نهار.