أنهى عمله، ركب دراجته وانطلق برفقة ابن خاله إلى منزله، لكن بدلاً من أن تسير الأمور كما اعتاد يومياً، فإنه لم يتمكن هذه المرة من الوصول إلى وجهته، بعدما وقع حادث سير على أوتوستراد الضنية في بلدة البياض، بين دراجته وبين سيارة أجرة. أصيب في مختلف أنحاء جسده بكسور ورضوض، وأصيب من كان معه. نقل إلى المستشفى، صمد حتى الصباح قبل أن يستسلم أمس للموت. هو وليد خالد دياب ابن بلدة طاران، الشاب المكافح الذي أدمى قلب كل من عرفه وسمع برحيله المفاجئ. 

ساعات المقاومة

"عند حوالى الساعة السادسة من مساء السبت الماضي، كان وليد يقود دراجته على الاوتوستراد عندما غافلته سيارة أجرة التفت كي تدخل إلى محطة غاز من دون إعطاء أية إشارة، فوجئ ابن الواحد وعشرين عاماً، لم يستطع السيطرة على دراجته، اصطدم بالسيارة، وقع أرضاً ومعه ابن خاله وزميله في العمل علي"، بحسب ما قال أحمد حندوش خال وليد ووالد علي لـ"النهار".


وشرح أن "الضربة جاءت على رأس ابن شقيقتي، في حين أصيب ابني في حوضه". وأضاف "ساعات أمضاها في المستشفى في وضع حرج إلى أن تم إبلاغنا أنه فارق الحياة".

تبدد الأمل

في عائلة مؤلفة من ثلاثة شبان وفتاتين ترعرع وليد الذي لم يتسن له إكمال دراسته "دخل سوق العمل في وقت مبكر، فرح عندما عثر على وظيفة في محل للألمينيوم في بلدة العيرونية التي تبعد حوالى 20 كلم عن منزله"، قال عبد السلام حندوش خال علي.

 وأشار "صدمنا عندما وصل خبر تعرضهما لحادث سير، وبأن الصليب الأحمر اللبناني نقل وليد إلى مستشفى سيدة زغرتا، في حين عمل جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية على إسعاف علي ونقله إلى مستشفى سير الحكومي". ولفت "أطلعنا الطبيب أن أمل وليد في الحياة لا يزيد عن 5 بالمئة، وقد تبدد الأمل بعد ساعات".

لم يسلّم سائق سيارة الأجرة نفسه حتى الآن. وصرّح خال وليد "اليوم سنعقد اجتماعاً مع عائلته، وعلى أثره سنحدد ما إن كنا سنرفع دعوى ضده أو سنسقط حقنا، لكن الأمر الأكيد أننا خسرنا شاباً افتخرت وستبقى تفتخر به بلدته".