إن منصب الولي الفقيه في إيران يحكمه منذ سنوات رجل دين ليس فقيها ولا مجتهدا، ولا يصح بعد اليوم من الناحية الشرعية أن يستمر أحد بتقليده
 

بسم الله الرحمان الرحيم

بيان هام حول تقليد سماحة السيد علي الخامنئي (حفظه الله)

لقد تمت ترجمة الفيديو الذي   يعود ليوم انتخاب السيد خامنئي (حفظه الله) . ومن الضروري أن يعرف الذين يقلدونه بأن تقليدهم باطل كون السيد خامنئي ليس مجتهدا أصلاً، وذلك بحسب اعترافه هو بنفسه في هذا الفيديو المترجم، واعتراف كبار أعضاء مجلس خبراء القيادة الذي انتخبه بذلك، واعتراف الشيخ رفسنجاني الذي "رتب" للإتيان بالسيد الخامنئي لمنصب الولي الفقيه، حيث يصرح الشيخ رفسنجاني بأن انتخاب السيد خامنئي سيتم فقط "لفترة وجيزة"  لتسيير شؤون البلاد كونه كان رئيسا للجمهورية عند وفاة الإمام الخميني، قائلا بأن السيد الخامنئي "سوف يستعين" بفقهاء ليحددوا له الفتوى في القضايا التي تحتاجها من يكون في منصب "الولي الفقيه" .

كذلك يصرح في الفيديو آية الله كاشاني محاولاً إقناع السيد الخامنئي بالقبول بهذا المنصب "مرحلياً" ريثما يجري البحث في تحديد الجهة التي ستدير إيران بعد ذلك .

 إلا أن ما جرى هو استمرار السيد الخامنئي في هذا الموقع الذي لا يستحقه -بحسب السيد الخامنئي نفسه- إلا مرجعاً أو على الأقل مجتهدا يقدر على الإستنباط أولاً ويسير في الطريق إلى المرجعية ثانيا ليصح تقليده من قبل المكلفين، بينما السيد الخامنئي يصرح أنه ليس مرجعاً، بل ليس مجتهداً (فقيهاً) أصلاً وليس قادراً على استنباط الأحكام الشرعية . 

من هنا، فإنه قد تبين بعد سنوات من استلام السيد خامنئي لمنصب "ولاية الفقيه" أنه ليس فقيها ولا مجتهدا، وهذا يفرض على كل من قلده في المرحلة السابقة في أي عمل من أعماله الشرعية أن يعلم أن تقليده كان باطلاً وغير شرعي، وعليه الرجوع إلى المرجع الأعلم في فترة تقليده للسيد الخامنئي ومطابقة عمله مع فتوى ذلك المرجع الأعلم الذي كان يجب تقليده في تلك الفترة . 

أما بالنسبة للإستفتاءات التي تُنسَب إلى السيد خامنئي (حفظه الله) وتم طبعها في كتب ويتم تدريسها واعتمادها من قبل بعض المكلفين ويعملون بما فيها من إستفتاءات، فهذه الإستفتاءات هي من صناعة أفراد من مكتب السيد خامنئي، وهي مستخرجة من كتاب "تحرير الوسيلة" للإمام الخميني (قدس سره) وليست من فتاوى السيد خامنئي أصلا ، والعمل بها غير مبرئ للذمة كون من يعمل بها يكون مقلداً للإمام الخميني المتوفى وليس لمرجعاً من الأحياء !

والملفت للإنتباه هي تلك "الشهادات" التي تم جمعها من قبل من يفترض أنهم مجتهدون، حيث شهدوا على "أعلمية" السيد الخامنئي بينما هو ليس مجتهدا بالأساس فضلا عن أن يكون هو الأعلم !

فكيف تجرأ هؤلاء على أن يكتبوا هكذا شهادات ويشهدوا بعكس ما يعلمون لمجرد ضغوطات سياسية أو أمنية تعرضوا لها أو لأنهم يريدون تثبيت شخص ما في موقع يشترط فيه الفقاهة، بينما اعترف هذا الشخص نفسه أمامهم أنه ليس أهلا لهذا المنصب من الناحية الفقهية كونه أصلا ليس مجتهدا ولا فقيها ؟!

لقد اتضح لنا بعد سنين طويلة من ممارسة السيد الخامنئي لمنصب "ولاية الفقيه" أنه "ليس فقيها" ولا مجتهدا ولم يصبح كذلك بعد انتخابه، حيث لا يوجد له أي كتاب بحث فقهي أو أصولي أو رجالي على الإطلاق يثبت أنه من المجتهدين رغم مرور كل هذه السنوات على وصفه بصفة "الفقيه" . فهو عندما كان رئيسا للجمهورية لم يكن له وقتا كافيا للتفرغ للدراسة لينال مرتبة الإجتهاد -كما يصرح الشيخ رفسنجاني في هذه الجلسة كما يثبت هذا الفيديو المترجم بدقة- فمتى نال السيد الخامنئي مرتبة الإجتهاد فضلا عن مرتبة الأعلمية بعد استلامه لهذا المنصب الذي يفرض عليه انشغالا بأضعاف مضاعفة من انشغالاته عندما كان رئيسا للجمهورية !

لذلك، فإن منصب الولي الفقيه في إيران يحكمه منذ سنوات رجل دين ليس فقيها ولا مجتهدا، ولا يصح بعد اليوم من الناحية الشرعية أن يستمر أحد بتقليده أو إطلاق إسم فقيه عليه إلا من باب المكابرة وليس العمل بشروط التقليد  . فهذه قضية شرعية بحتة وليست مسألة سياسية يتم التلاعب بها كما ظهر من هذا الفيديو الذي يثبت الخفة في انتخاب السيد الخامنئي لهذا المنصب !